10 نظريات شهيرة أبطلها العلم بعد سنوات
كان العلم ولايزال هو المخاطب الحكيم للعقول والداع للتفكير والتدبر والفهم، ومنذ القرون الأولى والإنسان في سباق مستمر مع الحياة للوصول إلى أكبر كم من الإجابات على المسائل الفكرية المطروحة ومن أهم ما يميز العلم هو اتساعه ليشمل العديد من الآراء والنظريات التي تكمل الصورة السليمة وطرح الشكوك والأبحاث غير المستدلة جانبا.
كان العلماء في شتى المجالات يتنافسون إما لأجل الوصول إلى استنتاجات وبراهين صحيحة على تساؤل ما أو منهم من كانت آراءه ودلائله ما هي إلا ضجة كبيرة ليحظى بقسط وفير من التبجيل والاحترام، الشئ المؤكد في كلتا الحالتين أن هناك عددا كبيرا من العلماء والباحثين ممن أخطأ وخلف لنا إرثا مبهم ليأتي من بعده أجيال تصحح وتعدل واليوم لدينا قائمة بأهم تلك النظريات الخاطئة التي كانت سبب جدال كبير وطويل إلى أن تم دحضها بالعلم أيضا.
1- اكتشاف فولكان(Vulcan)
اعتقد العديد من العلماء في القرن التاسع عشر بوجود لغز في كوكب عطارد يرجع ذلك إلى مداره وحركته حول الشمس التي تختلف اختلافا غريبا عن باقي مدارات المجموعة الشمسية وحاول الكثيرون استنتاج حل لهذا اللغز فأوجدوا كوكب (فولكان) وزعم البعض أن هذا الكوكب واقع بين الشمس وعطارد وهو المسبب لهذه الحركة ولكن لم يستطع أي منهم إيجاد دليل على وجود هذا الكوكب.
ظل الأمر كذلك إلى أن اعتلى المنبر العالم الفرنسي يورباين لي فيرير(Urbain Le Verrier)وقدم اثباته وهو أن وضعية المدار تكشف عن وجود قوة قريبة مؤثرة على كوكب عطارد وهي في الغالب قوة جاذبة وهذا دليل على نظرية كوكب فولكان، التف الكثير من العلماء حول هذا الرأي وأثبته البعض بالقول بأن هناك العديدون من مراقبو النجوم والفلك من استطاعوا رؤية جسيم عالق بين الشمس وعطارد واستمرت النظرية قائمة مدة طويلة من الزمن إلى أن رفضها الكثير من العلماء وبعض الهيئات المختلفة وجاء أينشتاين الذي أوضح ببعض نظرياته مثل القانون العام للنسبية عن سبب كون مدار عطارد بهذا الشكل.
2- النشأة الذاتية
كان شائعا في عصور مضت فكرة النشوء الذاتي التي إبتدعها المفكر أرسطو عندما قال بأن الحياة أصلها يتعدد وأن النشأة الحقيقية للإنسان كانت من عناصر غير حية مثل الطين أو الطمي وأن الأرض هي الأم الحقيقية للحياة ولجميع الكائنات الحية ولم يلتفت إلى المفهوم العلمي الصحيح لعملية التزاوج وتكوين الأجنة.
أثبت نظريته بعد ذلك بعدة أدلة منها خروج الديدان من تحلل الجثث بعد مدة من موتها أو ظهور بعض الحشرات واليرقات في ثقوب الخشب وعلى خلفية العقل الكبير والمتفتح لأرسطو تبعه العديد من العلماء وحاولوا برهنة نظريته ولكن أتى غيرهم الكثيرون ممن ساووا هذه النظرية بالتراب مثل العالم لويس باستر(Louis Pasteur) الذي أوضح قدرة بعض الميكروبات والكائنات الدقيقة على تكوين تلك الديدان أو إنتاج العفن على الخبز أو إفساد اللحم ومع ظهور اختراع الميكروسكوب كان لدينا أكبر دليل على خطأ نظرية أرسطو.
3- تمدد الأرض
نظرية تمدد الأرض هي واحدة من أهم النظريات التي صدقها وآمن بها الكثيرون والتي تنص على أن حركة القارات وتباعدها ووجود السلاسل الجبلية الممتدة تحت الماء ظهرت بالأساس نتيجة لتمدد الأرض واتساع حجمها، فالخريطة المتعارف عليها لشكل الأرض قديما توضح أن كل تلك القارات والجزر المنفصلة كانت ملتحمة سويا لذا كان التخيل الأنسب لهذا التغير هو تمدد الكوكب وبالتالي تنقسم الأرض مكونة تلك القارات وممن وافقوا على هذه النظرية كان العالم (داروين) والعالم (نيكولا تسلا) واستمرت النظرية ضمن حيز التفكير على الرغم من عدم وجود أي إثبات أو دليل حتى بدايات القرن العشرين عندما ظهرت نظرية الصفائح التكتونية للعلن والتي تشرح تفصيلا سبب تحور الكوكب واتخاذ القارات هذا الشكل المتعارف عليه.
4- السر وراء الاحتراق
في عام 1667، اكتشف العالم الألماني يوهان يواكيم سرا خطيرا لم يكن الجميع على علم به للسبب وراء الاشتعال وكان ناتج استكشافاته أنه زعم وجود عنصر أسماه الفلوجيستن في أي عنصر أو مادة قابلة للاحتراق، هو عنصر مميز ليس له لون أو طعم أو رائحة ولا يتضح أو يظهر إلا في الرماد المتبقي بعد الاشتعال وشرحت تلك النظرية أيضا سبب حدوث صدأ الحديد حتى عملية التنفس واستخدام الأكسجين، استطاع يواكيم أن يشمل كل تلك العمليات في نظريته الضعيفة تلك وبالطبع بعد مدة توارت عن الساحة العلمية عندما وضحت عمليات الأكسدة والاختزال.
5- قنوات المريخ
امتلأ علم الفلك قديما بالكثير من الأمور الغامضة التي لم تتضح للعلماء بسبب قلة الوسائل وفقر المعدات المخصصة لذا وقع العديد من العلماء في أخطاء كثيرة أثناء محاولاتهم لفهم ما يحيط بعالمنا الصغير المقتصر على الكوكب الأرضي، واحد من هؤلاء هو عالم الفلك الإيطالي جيوفاني سكيابارلي الذي اكتشف قنوات المريخ أو مايطلق عليها (Martian canals).
أعد تقريرا شاملا عن ذلك الاكتشاف، والذي جاء فيه أن سطح الكوكب الأحمر يحتوي على شبكة كاملة متصلة ومتفرعة من الوديان والأخاديد المحفورة وقد أثبت عدد لا بأس به من مراقبو النجوم والهيئات المرصدية تلك الفرضية ومن ثم جاء العالم الفلكي برسيفال لويل الذي بنى فرضية أخرى على اكتشاف جيوفاني ألا وهي أن تلك القنوات ما هي إلا طريقة معدة بشكل حرفي معقد لتنظيم عملية ري الأرض من قبل كائنات لا علم لنا بها تقطن هذا الكوكب وقد أحدثت فرضيته تلك جعجعة كبيرة بين مؤيد ومعارض ولكن كل تلك التخيلات الوهمية عن أشكال كواكب المجموعة الشمسية قد انتهت منذ أمد عندما باتت التليسكوبات المتطورة هي الدليل الأول ومن ثم تلتها رحلات الفضاء التي استطاعت ان توضح لنا الصورة بشكل ساطع.
6- الأثير المضئ
كان الفلاسفة اليونان في العصور القديمة يعتقدون بأن الضوء يحتاج إلى نظام ناقل أي بمعنى مجالات محددة لكي نستطيع رؤية كل لون ضوئي وكان الأثير هو بطل هذا الدور، يعتبر الأثير مادة عضوية غامضة تحاوطها الكثير من الأمور اعتقد البعض أن تلك المادة تمثل الوسط المرسل للضوء إلينا بشكل مرئي لذا كان من بعض التساؤلات هو أنه إذا كان الأثير هو المسؤول عن ذلك.
بالتأكيد يملأ الفراغ لأننا نرى العديد من النجوم في بعض المناطق وبعض الأوقات وإذا كان كذلك فلماذا لا يملأ سماءنا بالضوء دائما ولماذا ظل الفضاء حولنا مبهما لا نعلم عنه شيئا؟! لم تستطع التجارب إثبات تلك النظرية بأي شكل من الأشكال حتى أهملها الجميع وعفا عليها الزمن إلى أن جاء العلم الحديث وأحياها من جديد فقط لكي يبطلها باستخدام الحجة وكان لعالم الفيزياء آينشتاين دور في ذلك مع توضيح الخصائص الفيزيائية للضوء واستخدام عدة نظريات خاصة به.
7- الصفحة الفارغة
هي نظرية فلسفية بحتة زعمها عدد كبير من الفلاسفة وعلماء النفس يطلق عليها أو (Tabula Rasa) والتي ترى أن الإنسان يولد كالصفحة البيضاء دون أي مهارات عقلية متوارثة أو ذاتية فقط التجربة العملية والخبرة هما ما يشكلان الهيئة العقلية للإنسان وتناقلت تلك النظرية عبر الأزمان بداية من أرسطو إلى عالم النفس الشهير جون لوك حتى أتت ثمارها عندما ظهرت فرضيات العالم (سيجموند فرويد).
اهتم جون لوك بالجوانب اللاشعورية في الإنسان وقد أثبت بأن العقل الباطني أو اللاواعي قد تم تشييد عناصره من التجارب والمواقف في السنوات العمرية الأولى ولكن على الرغم من تلك النظريات والمفاهيم المستحدثة إلا أنه مع إجراء الكثير من التجارب والإحصائيات تم إيجاد صفات عقلية عدة مكتسبة مع الولادة حتى أنه في حالات التوائم يتضح الأمر ومع مقارنة الطفل بالتبني مع طفل من نسل الأب والأم ستجد إختلافات عقلية بينه وبين الأسرة وقد مال معظم العلماء لهذا الرأي ونحوا النظرية القديمة جانبا.
8- فراسة الدماغ
شاع ذلك العلم الغريب في القرن التاسع عشر وأسموه أنصاره ومؤيدوه (Phrenology) بمعنى علم المخ وفراسة الدماغ كان يصف دور المخ بالسمات الشخصية لأي فرد عن طريق شكله وحجمه، بشكل أوضح قام مؤيدي هذا العلم بتقسيم المخ إلى أجزاء مثل منطقة الذكاء ومنطقة التركيز وأخرى للعدوانية ومنطقة للاجتماعية والترابط مع البشر وهكذا أصبح العقل يحتوي على 27 جزءا من تلك الأجزاء التي تم تصنيفها وكان يتم استخدام مقاييس لمعرفة حجم كل منطقة وبالتالي معرفة شخصية ذلك الشخص أي أنه كلما كبر أو برز شكل الجزء المتواجد فيه منطقة الذكاء كان هذا الشخص عبقريا، وعلى الرغم من تحمس الكثيرين لهذا العلم وإندماجهم مع تلك اللعبة كان هناك العديد من المستهزئين الذين وجدوه هراء أكثر منه علما ولكن ظل الفرينولوجي قائما حتى جاء العلم الحديث في القرن العشرين وقضى على هذه الأفكار غير الصحيحة.
9- الكون الساكن
الجميع على معرفة بما قدمه العالم الكبير(أينشتاين) للعلم وللبشرية من نظريات وقوانين وأسئلة مازالت مطروحة حتى وقتنا الحالي وكان من ضمن نظرياته التي أوجدها بجانب النسبية هي نظرية الكون الساكن أو (Static universe) والتي كان مضمونها هو أن الكون منذ نشأته لا يتغير أي أن المجرات والعوالم المجاورة لها شكل ثابت وحدود معلومة لم ولن يحدث بها أي تأثير وأثبت نظريته بعدة قوانين ولكن في عام 1929 كان للعالم إدوين هابلرأي مغاير حينما اكتشف أن المجسمات من حولنا في الفضاء إنما تسبح وتدور في الفلك ولا يحدها إطار ولاحظ ذلك بوجود الغبار الأحمر الذي يتكون في الفراغ عند تحرك بعض الجسيمات وعلاقة كثافته بالمسافة بينه وبيننا هذا ما دعى أينشتاين للتخلي عن نظريته وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك بعض العلماء إلى وقتنا الحالي لا يزالون يقتنعون بنظرية أينشتاين وبفكرة الكون الساكن.
10- الطاقة النووية الباردة
عندما ظهرت الطاقة النووية وبدأت الدول في استخدام المفاعلات في العديد من العمليات السلمية كانت الظروف الطبيعية لصنع تفاعل نووي تلزم وجود درجات حرارة عالية جدا، وجاءت نظرية الطاقة الباردة أو (Cold fusion)لتغير الطريقة المتبعة حيث أوضحت إمكانية إجراء تفاعل نووي في درجة حرارة الغرفة والحصول على نفس النتائج، لذا بدأ بعض العلماء بالعمل والبحث حول هذه النظرية حتى أعلنا العالمان مارتن فليشمان (Martin Fleschmann) وقرينه (Stanley Pons)نتائجهما البحثية والتجريبية عند إجراء تطبيق عملي على تلك النظرية باستخدام عنصر البالليديوم ومصدر تيار كهربائي، قالا بأنهما حصلا على كميات هائلة من الطاقة وبدون الاستعانة بدرجات حرارة عالية وكان لهذا الخبر صدى عظيم وضجة كبيرة في أرجاء العالم ولكن بعدما أجرى عدد من العلماء تلك التجربة عدة مرات وباءت بالفشل أيقنوا أن نتائجهما تلك لم تكن إلا ترهات واتهمهم الجميع بالخداع وانعدام الحس العلمي الأخلاقي وكانت تلك نهاية الإكتشاف المذهل لعام 1989.