الطلاق ليس نهاية العالم
إن وصول الطرفين إلى الطلاق يعني أن، حياتهم المشتركة قد أصبحت مستحيلة، وأنه لم يعد أمام الزوجين من حل إلا أن ينفصلا، ولكن هذا لا يعني أن كل طرف على حدة فاشل أو غير قادر على أن يمارس حياته الطبيعية بعيدًا عن الآخر.
بمعنى أن الفشل خص هذين الشريكين معا، أي أنهما لم يستطيعا التوافق والتكيف معا، والانفصال يعني أن يبدأ كل منهما حياة جديدة يتعلم فيها من أخطائه بهدوء وموضوعية، بحيث لا يعني التعلم من الخطأ أن يصاب الإنسان بالخوف المرضي مما مر به من أحداث أو تجارب , فيقوم بعملية تعميم مرضي تقول بأنه سيفشل دائما في زواجه، وأنه لن يستطيع أن يأمن لأي اختيار أو أي زوجة.
والحقيقة أن هذا التعميم يأتي من عدم الرغبة في مواجهة النفس بالأخطاء التي وقع فيها الشخص بنفسه، بحيث يحمل كل الأخطاء للطرف الآخر، ويصبح الطرف الآخر هو الذي تغير وهو الذي نكث العهود وهو الذي تحيز لأهله وهو الذي هدم الحياة... والحقيقة أن أي شراكة تفشل يكون للشريكين دور في إفشالها ربما بنفس الدرجة ونفس القدر بحيث لا يستطيع طرف أن يدعي أنه خالي المسئولية من هذا الانفصال، سواء في مقدمات وقوعه أو عندما وقع فعلا.
والمطلوب منك أن تعتبر هذه تجربة صعبة مرت بحياتك تحتاج لوقفة ليس للألم والبكاء على الأطلال، ولكن لكي تقيم موقفك وأخطاءك. ليس لتصل لنتيجة هي أنك فشلت، ولكن لتصل لنتيجة هي أنك ستتدارك هذه الأخطاء في تعاملك في حياتك القادمة، وأن تحسم الصراع داخل نفسك، بمعنى أن هذه الصفحة قد طويت فعلاً. وبعدها تنظر إلى الأمام، إلى المستقبل فبعدما نستخلص العبرة مما كان في الماضي لا تبقى للحديث عن الماضي أي قيمة، أو لاستدعاء أحداثه إلا العجز عن الحركة للمستقبل.
إن الماضي يكون قوة دافعة إذا اعتبرناه درسًا تعلمناه، ويصبح عائقًا إذا اعتبرناه ذكرى نعيش عليها ونجتر أحداثها. والزواج مرة أخرى أمر حتمي، ولكن بعد أن تهدأ نفسك ومشاعرك وتصبح قادرًا على الاختيار بعيدًا عن ردود الأفعال.
ولست أول من طلق، فقد سبقك الملايين من الذين استأنفوا حياتهم وتزوجوا، وكانت زيجاتهم الجديدة ناجحة، ولم يعيشوا أسرى التجربة السابقة، بل كانت نقطة انطلاق
منقول