رَكبوا بعيري
حلبوا ناقتي
سفّهوا أشعاري
مرارةَ قهوتي
وكنتُ أشربُها سُكّراً لمرارتي . . .
كتبوا
إنّهم أمةٌ لا تصلُحُ إلآ لسرقةِ الخِراف. . .
يومُهم
يتسكّعُ على أطرافِ الغَضى بينَ صهيلٍ وثُغاء . . .
على دِلاءِ بئرٍ موْتٌ ينتَصب
أعشابٌ
تُسقى دماءً من عِرقٍ واحد . . .
. . . . .
إعشوْشبتْ بيدهِ الرّمال
اشتملَ إصلاحَ ذاتِ البيْن . . .
تهافتوا
ألبسوهُ عِقالَاً عربيّاً
كالوا لهُ ما أوسعَه . . .
كادَ أنْ يتشحَ اسماً من جُرْهم
لولا الزرقةُ والضّاد !
. . . . .
جرَّهم لحربٍ
بميّتٍ تحتَ التحْت
مُعلّقٍ من أُذنيْهِ في غرفةِ سايكس وصاحبهِ بيكو** . . .
نزعَ فروتَهُ
عيونُ اللّصوصِ تَحسَبُ نجومَ السّماءِ ثقوباً. . .
. . . . .
حفروهم قبلَ حفرِ الآبار
فتجوّفوا
كراسيَ لا محلَ لها من الإعراب
تربَّعُها الأجوفُ من بطانتِه . . .
تيهاً
يمتدُّ سنابلَ نفطٍ دائمةِ الخُضرةِ
لا نقطفُها
لا نطحنُها
نلوكُها أخباراً على شفاهِ الحِسان . . .
باطنُها في بطنِهم
ولنا ما يحرقُنا !
. . . . .
هل نحنُ كما كُنّا ؟
وما زالوا كما كانوا ؟
أي
كنّا صنعْنا الأصنامَ من حجرٍ
الآنَ
من لحمٍ ودم . . .
صامتةً كانتْ
فنطقتْ
وجوهٌ
يمْمَتْ غيرَ وجهِ الله !
لُمّتْ جُذاذاتُهُ هُبَل
عطسَ !
أصابَ الطّائفين دوارُ شُرك . . .
مازالوا كما كانوا
يرفعون
يخفضون . . .
يتبضّعونَ اليُتْمَ من أسواقِ الموْت !
هم حاذقون بلعبةِ الشّطرنج
ليسَ للآخرِ أنْ ينقلَ حَجراً
العشرةُ منهُ للبصمِ فقط
ولخسارتِهِ يُصفّق . . .
. . . . .
داحسُ والغبراء
يرسمونَها
بألوانِ الطّيفِ القبليّ
يسوقونُها بقضيب من ثأر . . .
ومازلنا حَطَباً لأيِّ نارٍ
يُصيبون منها دفئاً . . .
. . . . .
حفنةُ أسماءٍ داكنة
سماعُها اهدارٌ لزمنٍ مبتورِ السّاقيْن . . .
تحفرُ رغباتِها بسكينٍ على ظهرِ الوجعِ اليوميّ . . .
ترى ما تراه
لا ما يراهُ رغيفُ خبزٍ
أغلقَ التنورُ دونَهُ باباً
فَتَحتّْ للجحيمِ ألفَ باب . . .
أطفأتْ بقايا النورِ في جفونِ النّوافذ !
. . . . .
أسماءٌ
تُورقُ بينَ شقوقِ الجَدْب
تنحتُها همومُ العُبور
لا للعنكبوتِ أنْ يبني بيتاً . . .
خيوطُ الفجرِ
لا تُحاكُ بأيْدٍ مُرتعشة . . .
. . . . .
رمى العِقالَ على الرّصيف
هتفَ من على ظهرِ السّفينة
شكراً
رفيقَ الصّحراء
كنتَ ممثلاً على مسرحٍ أبكم
فيلاً حبشيّاً بعيونٍ عربيّة . . .
سرقتَ منهم كُلَّ الظّنون
بسُمرةٍ كاذبة
أخفيْتَ النّمَشَ الإنجليزي !
كُنْ أنتَ الرّاعي الذي كسرَ جرّتَه
فسالتِّ أحلامُهُ على شاربيْه . . .
في المحاقِ
نلتقي
فعينٌ للبرّاقِ ترى !
. . . . .
نمْ لورنس
ما زالَ الكيْدُ يحزُّ الرّقبة
عشاءُ الأخوةِ بُكاءٌ بدمٍ كَذِب
وابيضَّتْ للعيدِ عيون !
فهل للشّمسِ أنْ تَلِدَ فجراً يعرفُ اسمَ أبيه ؟!
. . . . .
عبد الجبار الفياض