بحيرات إسطنبول.. جنات سرّية على الأرض اكتشفها الآن
من الظلم الاكتفاء بالقول إن إسطنبول مدينة تاريخية جميلة ومركز للعالم القديم، لأنها فائقة الجمال وإضافة للتاريخ ومركز للعالم في كل زمان ووقت.. إنها جنة الله على الأرض. إن زرتها وعدت إلى موطنك تقلّب صورك التذكارية في حدائقها وشوارعها ومعالمها، لن تفارقك الدهشة والسعادة من أنك كنت هنا وعشت أياماً وليالي في هذا المكان المميز على الأرض.. إنها مدينة عصيّة على النسيان.
وكما طبيعة اسطنبول المتكاملة من روعة وجمال، فإن بحيراتها المتفردة في سحر موقعها وطبيعته، ستحفر طويلاً في ذاكرتك وقلبك، ولن تنجو من إلحاح الشوق إليها، وإلى الوقت الرائع الذي قضيته في أحضانها وعلى طريق الوصول إليها.
وإليكم نقدم تعريفاً قصيراً، قد لا يغني عن جمال ومتعة الرحلة، بأهم بحيرات إسطنبول وأكثرها شهرة:
سبانجا
بحيرة المياه العذبة الأقرب إلى مدينة إسطنبول ومركز الجذب الأول للسياح وهي أكبر بحيرات تركيا. تقع بمقاطعة سقاريا في الجزء الاسيوي من تركيا بين خليج “إزميت” ومرج “ادابازاري”. تبلغ مساحتها 47 كم ²، بطول 16 كم بين الشرق والغرب و5 كم بين الشمال والجنوب، وأقصى عمق لها هو 52 متر.
تتميز بحيرة سبانجا بطبيعة موقعها الخلابة ومياهها العذبة، كما تضم المنطقة العديد من المنتجعات الراقية للباحثين عن الاسترخاء والطبيعة والهدوء، فمشهد البحيرة مع الأشجار الخضراء مع الجبال مع الهدوء مع النسيم يضفي نوعاً من الأجواء الساحرة على المكان.
على بعد 20 كم من البحيرة يوجد منطقة “المعشوقية” وسميت بهذا الاسم لجمالها الأخاذ، حيث يوجد بها مساحات خضراء شاسعة وتحيط بها الغابات كما يوجد بها شلال رائع الجمال.
وتوجد أيضاً على مقربة من البحيرة قمة مرتفعات جبل “كارتبه” المناسب للتزلج حيث يستمر تواجد الثلوج في هذا الجبل الى نهاية الشهر الخامس. وفضلاً عن الطبيعة التي تأسر القلب يتمتع شاطئ البحيرة على امتداده بكثرة مطاعم الأسماك. وعلى ضفافها العديد من المنشآت السياحية والبيوت الصيفية.
ابانات
من أجمل البحيرات الطبيعية في العالم، تقع في منطقة “بولو” وتبعد عن إسطنبول 240 كم شرقاً. ارتفاعها عن سطح البحر 1325 متر جعلها تتميز بدرجات حرارة منخفضة وبنسمات الهواء العليلة وبجبالها الخضراء الشاهقة ومنظر شروق وغروب الشمس. في أحضانها ستقضي رحلة رومنسية وتشعر وكأن الروح ترتد إليك من روعة المشهد.
حيث توجد فيها أشجار الفراولة والصنوبر والسنديان والبندق والصفصاف، بالإضافة إلى مجموعة من الحيوانات كالغزلان والأرانب وغيرها الكثير لتكون المنطقة أشبه بمحمية طبيعية وفرصة رائعة للاسترخاء والهدوء.
إضافة إلى تغريد الطيور التي استوطنت الغابات. كما يحيط بأطراف البحيرة غطاء من الأشجار والغابات ليكتمل مشهد الجمال الأخاذ. وستجد إن زرتها عاشقي أنشطة التخييم في الهواء الطلق، والعائلات التي وفدت من أصقاع تركيا برمتها وسياح من مختلف دول العالم.
ويمكنك الاستمتاع بركوب العربات التي تجرها الخيول لتقوموا بجولة رائعة على أطراف البحيرة كذلك يمكنك ركوب الدراجات وزيارة بعض الشلالات القريبة من البحيرة والتي تصب فيها العديد من ينابيع المياه المعدنية . تشتهر مياه البحيرة بعذوبتها وبأسماك “الالابك” الخاص بها، كما تمتاز الطريق الممتدة إليها بكثافة أشجار الصنوبر والتنوب على شكل غابات وحدائق ساحرة.
ياديغولور (البحيرات السبع)
تعرف منطقة “البحيرات السبع” بأنها مجموعة بحيرات تقع في حديقة يديغولور الوطنية بمحافظة بولو التركية الواقعة بالقرب من سواحل البحر الأسود غربي اسطنبول وتسمى “الجنة السرية” لجمالها. تتكون المنطقة من سبع بحيرات على هضبتين تعلو إحداهما الأخرى بـ 100 متر، ما أتاح الفرصة لنشوء الشلالات، وتحفل بشتى أنواع الأشجار والنباتات والحيوانات والطيور.
بعد منطقة البحيرات السبع 45 كيلومترا عن مدينة “بولو” عاصمة الولاية التي تحمل ذات الاسم، وأعلنت منذ عام 1965 محمية طبيعية،ما مكنها من الاحتفاظ
بكامل جمالها وتميزها من حيث الغابات الغنية بالتنوع النباتي والحيواني، والبحيرات والأنهار والشواطئ على ساحل البحر الأسود، والينابيع ذات المياه الحارة عند سفوح الجبال ومراكز التزلج الكبيرة المكسوة بالثلوج، التي جعلت منها مقصداً للمرضى والرياضيين. تتيح البحيرات السبع لزوارها فرصة التأمل في جمال الطبيعة، والتنزه أو المشي في المسارات المخصصة لذلك، واستنشاق الهواء النظيف، وتتوفر بها كذلك أماكن لتناول الطعام في أحضان الطبيعة.
جولجوك
لا تقل بحيرة جولجوك أهمية وجاذبية عن البحيرات السابقة، إذ تتوفر فيها طبيعة ساحرة وأماكن لجلوس الزوار والاستمتاع بمناظرها، واستنشاق هواءها النقي. يعتبرها الكثيرون من أجمل البحيرات الموجودة في مدينة بولو، لها طابع وسحر خاص سواء في الصيف أو في الشتاء، يمكنك أن تمشى على العشب الأخضر حول البحيرة.
ويمكنك أيضاً أن تستمتع بالمنتجعات الحرارية مع المياه الطبية والمرافق السياحية، كما توفر فرصة لتستنشق الهواء النقي وتتخلص من سموم الازدحام والتلوث.
ولن تغادرها بالتأكيد قبل أن تتناول الأطباق الريفية التقليدية مثل سمك السلمون واللحم المقلي، وتلتقط صوراً حول البحيرة تؤرشف جمالية هذه اللحظة وتميزها في لحظات حياتك.