قصر اسطنبول الغارق
يستعد خزان مياه إسطنبول الأثري المعروف باسم “القصر الغارق” لعملية ترميم واسعة، ترمي إلى توفير راحة أكبر لزواره الذين يزيد عددهم يوما بعد يوم.
ومن المقرر أن تستمر عملية الترميم التي ستقوم بها بلدية إسطنبول، للخزان الذي يبلغ عمره نحو 1500 عام، حتى العام المقبل، إلا أنه سيستمر في استقبال الزوار خلال عملية الترميم.
وقد احتل القصر المرتبة الثالثة بين أكثر المتاحف التركية من حيث عدد الزوار خلال السنوات العشر الماضية، بزيادة سنوية في عدد الزوار بلغت 10% و ستكون هذه عملية الترميم الأكبر في تاريخ الخزان، حيث سيتم تحديث ممرات المشي به، وإعادة الأعمدة الرخامية الأثرية إلى حالتها الأولى.
ولأجل راحة الزوار سيتم أيضا توسيع منطقة دخول الخزان، ومخرجه وشراء التذاكر، وتوفير مساحة للانتظار
وستشمل عملية الترميم كذلك حجر نقطة الصفر، الذي يقع بجانب الخزان، والذي كانت تحدد انطلاقا منه المسافات إلى جميع بقاع الأرض، خلال عهد الرومان.
وبنى خزان مياه إسطنبول الأثري الإمبراطور البيزنطي جستنيان عام 542 للميلاد، ويطلق عليه السكان “القصر الغارق” لفخامته، حيث يضم عددا كبيرا من الأعمدة الرخامية، يشتهر منها “عمود الدموع”، وعمودان يستندان على قاعدة على شكل رأس ميدوسا.
وتطلق بعض المصادر الأجنبية على الخزان اسم “صهريج البازيليكا”، لأن المكان الذي أنشئ به كان يشغله قبل ذلك بازيليكا، وهو نوع من المباني أنشأت في العصر الروماني بالقرب من الطرق الرئيسية لأغراض تجارية، وأصبح يستعمل كدار للقضاء في فترات لاحقة، وبعد انتشار المسيحية بات يستخدم لإقامة الصلوات والشعائر المسيحية.
وتبلغ مساحة الخزان 8 آلاف و678 مترا مربعا، منها 7 آلاف و648 مترا مربعا مفتوح أمام الزوار.
ويمكن الوصول إلى الخزان باستخدام 52 درجة تهبط تحت الأرض، ويضم 336 عمودا يبلغ طول كل منها 9 أمتار، تم جمع معظمها من مبانٍ أخرى.
واستخدم الخزان لمئات السنين خلال العهدين البيزنطي والعثماني، لتوفير مياه الشرب للقصور وسكان المنطقة المحيطة، وتم ترميمه مرتين خلال العهد العثماني، الأولى في عهد السلطان أحمد الثالث (1723)، والثانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909).
وفتح الخزان أمام الزوار عام 1987 بعد أن أجرت له بلدية إسطنبول عملية صيانة، وأنشأت ممرات للمشاة به.
ويستضيف “القصر الغارق” العديد من الفعاليات التركية والعالمية، ويفتح أبوابه أمام الزوار يوميا من الساعة التاسعة صباحا وحتى الخامسة والنصف مساء.
وارتفع عدد زوار الخزان بشكل كبير بعد أن صدرت عام 2013 راوية “جهنم”، للكاتب الشهير “دان براون” مؤلف رواية “شفرة دافنشي”، التي تدور أجزاء من أحداثها، في عدة أماكن من مدينة إسطنبول، منها صهريج المياه الأثري، حيث بلغ عدد زوار الخزان ذلك العام مليونين و214 ألفًا و703 أشخاص كما تم تصوير مشاهد الفيلم المقتبس عن القصة ذاتها داخل الخزان و بين أعمدته.