آصف بن برخيا هو أحد علماء بني إسرائيل ومن المقربين من الملك سليمان وكان يملك العلم الكبير ويعلم باسم الله الأعظم ويجمع العلماء أنه من أحضر عرش ملكة سبأ إلى الملك سليمان بن داود بطرفة عين.
ذكر البعض بأنه كاتب الملك وذكر أخرون أنه وزير الملك وأنه ابن أخته. ومع أنه لم يذكر بالاسم في القرأن إلا أن هناك إجماع بأنه "من عنده العلم من الكتاب" المذكور في سورة النمل الأية 40. لم يذكر بالاسم في القرأن أو في أي من الأحاديث الشريفة لكنه ذكر اسمه في العديد من كتب العلماء والمفسرين بـأنه الشخص الذي أحضر عرش بلقيس. كما ينتشر ذكره في كتب السحر وبين المهتمين بعلوم الروحانيات وينسب له كتاب بعنوان "الأجناس".
الكتابات حول هذه الشخصة قليلة ومن كل الأطراف اليهود والمسيحيين والمسلمين . أما في الكتاب المقدس فقد وردت اشارات واضحة حول هذه الشخصية وما ذكرته عنه قواميس الكتاب المقدس أيضا. واما في الإسلام فقد اسهب علمائنا ومن المذاهب كافة في ذكرهم لهذه الشخصية ولكنهم لم يكلفوا انفسهم عناء البحث خارج حدود العقيدة الاسلامية ولذلك حفلت اغلب كتاباتهم بالاسرائيليات ولكن هذه الكتابات على ما فيها اتفقت مع الكتاب المقدس على أن ما جاء في القرآن والتوراة يتعلق بشخص اسمهُ ( آساف بن برخيا) حسب رواية التوراة ، و(آصف بن برخيا) حسب رواية المسلمين.
نلاحظ ان آساف (آصف) اصطفاه (داود) نظرا لما يمتلكه من قدرات رشحتهُ أن يكون في المقام الأول بين طبقة علماء بلاط داود ثم بعد رحيل داود عليه السلام انتقل مع سليمان فاستعان به سليمان في انجاز أعقد المشاريع، في زمنٍ برع فيه علماء تلك الفترة في صناعة المعادن والجواهر الثمينة في معادلات كيميائية رياضية معقدة ولذلك نرى القرآن يذكر ذلك حيث يلوح في قول (قارون) الذي علمّه الله طريقة صنع الذهب والفضة وغيرها من المعادن النفيسة بحيث اصبحت ثروته مدار حديث تلك الفترة الزمنية فكانت مخازنه من الذهب يحمل مفاتيحها (أربعون بغلا قويا لكثرتها) وقد عبّر القرآن عن ذلك بقوله : (ما أن مفاتيحه تنوء به العصبة). والعصبة هي الحيوانات القوية وبعض العلماء يقول أنها البغال ولكننا نشم من خلال نصوص التوراة بأنها مركبات او مكائن سحب قوية.
ولكن قارون انكر ان يكون ذلك مما علّمه الله فقال : (إنما أوتيته على علم عندي) وقد كان قارون بارعا في علم الكيمياء . فكان هذا الزمن ــ زمن آصف ـــ وبحق زمن ابداعات الإنسان الذي بنى الصروح الشاهقة من الكريستال الممرد الذي يصفهُ القرآن بقوله : ((قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير)). (2) وهو ما لم تبلغهُ حضارتنا حتى هذا اليوم حيث ان صناعة الكريستال الممرد يحتاج إلى تقنية عالية. فكان (آساف بن برخيا) رائد تلك الحقبة وعبقري زمانه بحيث اوكل إليه سليمان القيام بكل ما تعجز عنه المخلوقات الأخرى ، ومنها نقله لعرش بلقيس في أقل من طرفة عين مع المسافة الهائلة بين مملكة سبأ ومملكة سُليمان.
سليمان هذا امتلك طاقة هائلة سخّرها في بناء اكثر صروحه على الماء وصنع من الوسائل ما يطير به في الهواء لا بل بلغ به العلم أنه يتحدث مع بقية المخلوقات بألسنتها واتصل بعوالم أخرى فكان له سفراء من تلك العوالم يجلسون في ديوانه بأشكالهم الغريبة وهذا ما اجمعت عليه كل الكتب السماوية لا بل أن الكثير من المكتشفات الأثرية تعطينا دليلا على عظمة تلك الفترة.
وما (بساط الريح الطائر ، وخاتم سليمان الذي سيطر به على مخلوقات مرئية وغير مرئية، والفانوس السحري الذي يمتلك طاقات خارقة ، وقمقم الاماني ، ومنسأته التي يخشى سطوتها كل مخلوق متمرد) ما هي إلا شواهد انتقلت في وجدان الأمم يتناقلونها على شكل حكايات وأساطير اثبتت لنا وبصدق ان تلك الحقبة من الزمن كانت عصر ازدهار الأرض وامتلاك الطاقة الخلاّقة حيث عصر (ذو القرنين وقارون والسامري وآصف) وأبناء الآلهة فنرى كل ذلك في أساطير اليونان وفارس والصين والهند وإفريقيا ، وقد كان آصف بن برخيا رائد تلك المرحلة وأحد ابرز عمالقة العلم حيث خلّدته الكتب السماوية فلم تسع الروايات إلا أن تقول أنه امتلك (الإسم الأعظم) لعدم ادراك العقول لسر امتلاكه هذه العلوم التي قهر بها الزمن والغى المسافات والقرآن أرخ ذلك في قصة نقل عرش بلقيس في أقل من طرفة عين.
عائلة (برخيا) تميزت هذه العائلة بأنها أمتلكت قدرات كونية هائلة ، حيث كان كبير هذه الاسرة حارسا لأخطر سلاح (التابوت) الذي لم تخل رواية من ذكره ، هذا التابوت الذي يموت كل من يلمسه أو يقترب منه نرى أن (برخيا) كان على رأس مجموعة لحراسة هذا اللغز المُحيّر الذي تنطلق منه طاقات هائلة تصفها الروايات بأنها (تُزيل الجبال).
قبيلة (النطوفاتيين) هم سكان أحد كواكب في الكون جاء منها (يدوثون) منتقلا بواسطة امتلاكه (القدرة الفائقة) أو ما نطلق عليه دينيا (الإسم الأعظم) أو (التكنولوجيا الحديثة) . فقد استدعاه داود وهنا على الأرض انجب (يدوثون) ابناء فكان برخيا بن آسا بن القانة عميد هذه الأسرة التي أنجبت (آصف بن برخيا). وهذا ما نراه يلوح في نصٍ توراتي حيث يقول : ((يدوثون، وبرخيا بن آسا بن ألقانة الساكن في قرى النطوفاتيين)). (3) فهو آساف بن برخيا بن شمعي. (4)
أمتلك آساف أو آصف قدرات خاصة لم يتملكها غير النبي سليمان حيث تذكر التوراة بأن (آصف) كان حارس تابوت العهد الذي فيه كل المواريث من آدم حتى زمن آصف كل من اقترب منه يُقتل إلا آساف بن برخيا فقد كان خادما له وحارسا كما في سفر أخبار الأيام الأول 16: 7 ((وأدخلوا تابوت الله وأثبتوه في وسط الخيمة التي نصبها له داود، وقربوا محرقات وذبائح سلامة أمام الله. وكان آساف أمام تابوت عهد الله. حينئذ جعل داود يحمد الرب بيد آساف وترك هناك أمام تابوت عهد الرب آساف وإخوته ليخدموا أمام التابوت دائما خدمة كل يوم بيومها)).
هنا في هذا النص فإن دواد قام بعبادته في المعبد على يد آساف ثم تركه هناك امام تابوت العهد يخدم ولربما نشم من كلمة (دائما) أن آصف هو الحارس للتابوت إلى حين خروجه في آخر الزمان.
ففي زمن داود كان آساف (آصف) هو المتنبئ بين يدي داود حيث جعل كل المتنبئين تحت يد آصف وهي مرتبة خطيرة لانها تعني أنه خليفة داود ونائبه وهذا ما نراه واضحا في سفر أخبار الأيام الأول 25: 2 ((وأفرز داود للخدمة بني آساف وهيمان ويدوثون المتنبئين. من بني آساف: زكور ويوسف ونثنيا وأشرئيلة. بنو آساف تحت يد آساف المتنبئ بين يدي الملك)).
وكذلك تخبرنا التوراة بأن كلام داود وآصف هو المعتمد في العبادات ويلوح من بين النص أن كلامهم كان يُقرأ في الصلاة كما نرى ذلك في سفر أخبار الأيام الثاني 29: 30 ((وقال حزقيا الملك والرؤساء للاويين أن يسبحوا الرب بكلام داود وآساف الرائي، فسبحوا بابتهاج وخروا وسجدوا)).
واما بالنسبة لإمتلاكه تلك القدرة الخارقة والتي نطلق عليها (الإسم الأعظم) فقد قال الإمام الباقر عليه السلام: ( إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وكان عند آصف منها حرف واحد، فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض – كما كانت – أسرع من طرفة عين، ونحن عندنا من الإسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله تبارك وتعالى استأثر به في علم الغيب) .
وعن الإمام الهادي عليه السلام، قال: (الذي عنده علم الكتاب) آصف بن برخيان).
ومع أن آصف لم يُذكر بالإسم في القرأن إلا أن هناك إجماع بأن من عنده علم من الكتاب المذكور في سورة النمل الأية 40 هو آصف بن برخيا وقد ذُكر اسمه في العديد من كتب العلماء والمفسرين بـأنه الشخص الذي أحضر عرش بلقيس. كما ينتشر ذكره في كتب السحر وبين المهتمين بعلوم الروحانيات وينسب له كتاب بعنوان الأجناس.
منقول ..