مدينة وليلي…تعتبر مدينة وليلي من أهم المدن المغربية نظرا لقيمتها التاريخية والحضارية التي تدل على قدم عمرها وأصالتها، وقد اختصت هذة المنطقة ببعض المقاومات التي كانت سببا في إقامة الحضارات بها ومن أهمها تعدد مصادر المياة العزبة مثل نهر الخمان ونهر فرطاسة اللذان كانا بمثابة شريان الحياة للمنطقة وساعدا علي خصوبة جميع الأراضي الموجودة بجانبهما و جعلها صالحة للزراعة، هذا بالأضافة الى وجود بعض الموارد الطبيعية كمحاجر جبل زرهون التي ساعدت على عملية البناء مما أدى الى إعمار المنطقة بأثرها من محلات ومخابز ومعاصر ومباني سكنية، كما ساهمت أيضا في الأعمال الحرفية حيث أظهرت الحفريات بعد البحث والتنقيب عن وجود الكثير من المقتنيات الأثرية القيمة المختلفة مثل المنحوتات والتماثيل والعملات النقدية والأواني، كما تم العثور على بعض الأماكن السكنية التي تتصف بكبر مساحتها ولوحاتها الفسيفسائية التي زادت من جمالها وقيمتها، ومن أهم المنازل التي تم الوصول إليها( منزل أورفي، ومنزل فينوس، ومنزل أعمال هرقل، و قصركورديان، والمحكمة القديمة، وقوس النصر، والساحة العمومية).
أين تقع مدينة وليلي ؟…تقع مدينة وليلي في دولة المغرب العربية حيث تمتد حدودها قريبا من جبل زرهون، ويأتي في الجهة الغربية لها مدينة فاس التي تبعد عنها قرابة الستين كيلومتر، كما تقترب من مكناس مسافة لا تتعدى الثلاثين كيلو مترا، وأخيرا مدينة مولاي إدريس زرهون التي تبعد عنها بثلاثة كيلومترات فقط، كما أجتهد أحد المؤرخين في أن أسم وليلي يرجع أصلة الى ورد شجر الغار تحديدا (زهرة شجرة الدفلي)، وقد مرت عليها العديد من الحضارات من قبل أنتشار الدين الأسلامي وقيام الدول الأسلامية ومن أهم هذة الحضارات الحضارة (الرومانية) التي ظلت فترات طويلة في هذة المنطقة مما كان لها تأثيرا كبيرا فيها حتى استطاعت الدولة الأدريسية فرض سيطرتها على البلاد.
تاريخ وليلي…تشكل مدينة وليلي أقدم أحد المواقع الأثرية الرومانية ليس في المغرب فقط بل في منطقة شمال أفريقيا بأثرها، كما اجتمع المؤرخون على ان تاريخها يرجع الى أول قرنين من الميلاد لما وجدوة من تفاصيل الحضارة الرومانية من (الساحة العمومية وقوس النصر والمحكمة الرومانية القديمة )، وكانت بداية هذة الحضارة على أيدي الأمبراطور كاليجولا الذي قام بإحتلال شمال أفريقيا بعد مقتل بتوليمي إبن الملك الأمازيغي يوبا الثاني وبعدها قامت دولة الرومان في وضع حجر الأثاث لحضارتهم في المنطقة بإكملها ولكن كان لمدينة وليلي تميز خاص نظرا لما تحتوية من أراضي خصبة ومصادر مائية و موارد طبيعية شجعت الرومان على الأهتمام بها بشكل خاص، كما صنفت وليلي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) بأعتبارها واحدة من ضمن لائحة التراث العالمي في عام 1997 ميلاديا، ومن أهم الأبنية الأثرية السور الكبير بأبوابة الثمانية وبعض أبراج المراقبة الذي كان يعد بمثابة حصن منيع ضد أي هجوم يستهدف المدينة ويمتد هذا السور على مساحة ألفين مترا وقد أستغرق بنائة فترة عامي 168 و169 ميلاديا على أيدي الأمبراطور مارك أوريل، كما كان لقوس النصر الذي يرجع نسبة الى القيصر كاراكالا حظا وفيرا من قبل الجهات المعنية حيث تم ترميمة ما بين عامي 1930 و1934 نظرا لإعتبارة من أههم الأماكن السياحية التي يذهب إليها السائحين من جميع أنحاء العالم، أما بالنسبة لقصر كورديانوس فيعد أكبر وأضخم قصر في وليلي حيث تبلغ مساحتة الى مايقرب من أربعة ألف وثماني وثمانين مترمربع وقد تم إنشائة في الفترة ما بين عامي 283 و 244 ميلاديا على أيدي الإمبراطور كورديانوس الثالث.
أهم المزارات السياحية في وليلي…تعتبر مدينة وليلي بالمنطقة المحيطة بها من أهم المناطق الأثرية ليس في المغرب وقارة أفريقيا فقط بل في العالم بأكملة مما جعل لها أهمية كبيرة من قبل السائحين الذين يسعون وراء معرفة تاريخ الحضارات و الأمم، و من أهم هذة المزارات المنازل القديمة التي كانت تتصف بكبر مساحتها وجمال بنائها مثل منزل أورفي ومنزل فينوس ومنزل أعمال هرقل ومن أهمهم قصركورديان الذي كان بمثابة لوحة فنية في منتهى الجمال، هذا بخلاف المحكمة القديمة التي تلقى شهرة عالمية بين الأماكن الأثرية، بالأضافة الى السور والعديد من المحلات والمخابز والمعاصر