تأثير المدرسة في تكوين شخصية الطفل
كنت المعلم الأول لطفلك في سنواته الأولى، أما الآن حان الوقت لتوسيع آفاقه، والسماح للآخرين بمساعدته على تطوير نفسه؛ ليصبح واثقا ومحترما عند بلوغه. وتلعب المدرسة دورا كبيرا في تطوير الطفل وتشكيل شخصيته، بجانب تأثير الأبوين، وبيئة المنزل، وتكون بداية تفاعله مع الآخرين في المدرسة. ويبدأ أيضا بتعلم كيفية اللعب بشروط وقواعد، بالإضافة إلى تعلمه الكتابة والقراءة والتواصل مع الآخرين. فلهذا يجب أن يتم مراقبة المدرسين في كيفية تعاملهم مع الأطفال؛ لأنها تؤثر على مدى تطورهم في المدى البعيد.
من المعروف أن دور المدرسة الأساس هو التعليم، ولكن العمل لا يتوقف هنا. فعندما ترسلين طفلك إلى المدرسة، فعليك التفكير بكيفية معاملة الآخرين له، ومدى تأثيرهم عليه. فوفقا للأطباء فإن الطريقة التي يتفاعل بها المدرسون مع الطفل، والطريقة التي يشجعون بها التفاعل بين الأطفال، تؤثر على جوانب مهمة في تطور الطفل.
الإمكانات الأكاديمية:
إن دور المدرسة يكمن في إظهار أقصى الإمكانات الأكاديمية لكل طفل، ولكن تعلمحروف الهجاء والأرقام لا يكفي, بل من الأفضل إعطائهم الواجبات المنزلية اليومية التي ستساعد الطفل على اتخاذ القرارات في كيفية حلها، والتي تعتبر من المهارات التي يحتاجها الطفل في حياته، و تلعب دورا هاما في تطوره. وإن حل المشكلات مهارة مهمة في الحياة، وهي نظرية تشجع الطفل على المحاولة، حتى بعد الفشل، وهذا الأمر له دور إيجابي بتعزيز ثقة الطفل بنفسه، وأنه قادر على عمل أي شيء يريده.
المهارات الاجتماعية:
إن التفوق الدراسي ليس دليلا على التفوق الاجتماعي. ولذلك فإن دور المدرسة هنا هو مساعدة الطفل على التفاعل إيجابيا مع زملاءه. ويتعلم الطفل مهارات التواصل، ويبدأ بتطويرها عند التفاعل مع الآخرين في الصف أو ساحة اللعب. وذلك له دور كبير في النضج الاجتماعي، الذي يوفر الأسس لتطوير الطفل في جميع مجالات الحياة. وقد يؤدي إهمال المدرسين للتطور الاجتماعي و النفسي للطفل إلى جعله موهوبا أكاديميا عند بلوغه، ولكن يعاني في حياته اليومية بسبب فقدانه لاحترام الذات أو المهارات الاجتماعية.
لأن الطفل يقضي معظم يومه في المدرسة، فإنه من المهم أن توفر المدرسة منهجا مصمما لمساعدة الطفل على تكوين علاقات اجتماعية متينة، أو التفاعل مع الآخرين بطريقة متعاطفة.
توسيع الآفاق:
يختلط الطفل مع العديد الجنسيات والثقافات و التقاليد مما يساعده في تشكيل وجهة نظره حولها، ويعتبر هذا الأمر له دور كبير في عملية تطوير الطفل و بناء شخصيته. وتسمح الرحلات الميدانية والمشاريع التفاعلية لطفلك بتجربة أشياء جديدة، وبالإضافة أن كل مادة في المدرسة تعطيه لمحة عما قد ينتظره في المستقبل.