سورة_طه

( القول اللين في الدعوة الإسلامية )
بعد ظهور الجماعات الإسلامية المتشددة والمتطرفة أمثال القاعدة وداعش وشبيهاتها التي لبست الاسلام بالمقلوب ولم تفهم منه إلا العنف والقتل والتشريد والحكم بالقوة ، ويا ليتهم حكموا بالدين فعلاً فقد تركوا الدين وانحرفوا كثيراً حتى فاحت ريحة ( جهاد النكاح ) الكريهة التي لا تمت الى الإسلام بصلة ، بعد ظهور هذه الجماعات كان لا بد من وقفة للمفكرين الإسلاميين لبيان الثقافة القرآنية الأصيلة التي تناسب كل زمان ومكان وأن ما جاء به هؤلاء المنحرفون دخيل على الاسلام والمسلمون يشجبونه ويرفضونه قبل غيرهم
لأن القرآن لم يتبنى منهجهم إطلاقاً .
عندما ذهب موسى عليه السلام - كليم الله ومن أنبياء أولي العزم - وأخوه هارون عليه السلام - نبي الله ووزير كليمه - الى فرعون - الذي قال ( أنا ربكم الأعلى ) و ( لا أريكم إلا ما أرى ) و غيرها من الإدعاءات التي تجعله رباً وإلهاً - أوصاهما الله جل وعلا أن يقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى رغم أن الله تعالى بعلمه بالغيب يعلم أن فرعون سيموت على كفره ولكن يريد أن يعلمنا نحن الذين سنأتي بعده بقرون عديدة .
فالانسان العاصي - مهما كانت معصيته - قد يتذكر او يخشى إذا دعي لترك معصيته بأسلوب ليّنٍ ملؤها الرحمة والعطف واللطف ، بينما قد يصرّ على المعصية إذا استخدم معه أسلوب التعنيف والإجبار والإكراه ، فالغاية من الدعوة الى الله هو إنقاذ العباد من الضلالة وحيرة الجهالة وليس هدايتهم هداية ظاهرة شكلية .