بلغ دخله ضعف موازنة البلاد.. جورج واشنطن ينزل من على عرش أغنى رؤساء أميركا.. بكم قدرت ثروته؟
في غضون أيام قليلة سيُنصّب دونالد ترامب رئيساً رسمياً للولايات المتحدة.
وقد كتب بريت لوغيراتو، أحد محرري موقع "بيزنس إنسايدر"، في مناسبة سابقة أن إمبراطور العقارات نشر تقريراً في يوليو/تموز قال فيه إن ثروته تقدر بـ8.7 مليار دولار. إلا أن مجلة فوربس تقدر صافي ثروته بحوالي 3.7 مليار دولار.
ومع عدم إعلان الرئيس المنتخب عن عوائد الضرائب الخاصة به، يبقى موقفه المالي مبهماً إلى حد ما.
رغم هذا، يبدو أن الولايات المتحدة ستُنصّب أول ملياردير على كرسي الرئاسة.
حتى اللحظة الراهنة، يعد جورج واشنطن أغنى رئيس مرّ على التاريخ الأميركي، بل وأول رئيس ثريّ في تاريخ الولايات المتحدة أيضاً.
إذ يُعتقد أن واشنطن الذي كان جندياً، ومزارعاً، وصانعاً للجعة، ومقاولاً، ورجل دولة، امتلك صافي ثروة تُقدر قيمتها الحالية بما يوازي 525 مليون دولار. لم يربح الرئيس الراحل أكثر من جميع الرؤساء الآخرين وحسب -بلغ دخله ضعف قيمة الموازنة العامة للولايات المتحدة عام 1789، حسب تقارير لموقع 24/7 وول ستريت- بل إنه أيضاً امتلك أكثر من 5000 فدان من الأراضي.
يمكنك متابعة قراءة السطور التالية عن أول رؤساء الولايات المتحدة الأغنياء، وأكثرهم ثروة:
وُلد واشنطن في مزرعة بوبس كريك بمقاطعة ويستمورلاند في ولاية فيرجينيا عام 1732. وكان أكبر أشقائه الستة لأبيه أوغستين واشنطن وأمه ماري بول، بالإضافة إلى 3 أخوة غير أشقاء. عندما بلغ واشنطن الحادية عشر من العمر، توفي الأب أوجستين، ليترك خلفه ابنه الأكبر، الذي سيصير لاحقاً الأب المؤسس للولايات المتحدة - أمام مسؤولية كبيرة بإدارة مزرعة العائلة.
لم يُعرف أكثر من هذا عن طفولته. انتهت سنوات تعليمه الرسمية عندما بلغ من العمر 15 عاماً. وفي عام 1749، حصل واشنطن على رخصة لمزاولة مسح الأراضي من كلية ويليام وماري قبل أن ينضم إلى الجيش.
وفي عام 1759، تزوّج من مارثا داندريدج كاستس، وهي أرملة صغيرة في السن لديها طفلان وثروة عظيمة. عندما انتُخب واشنطن رئيساً للبلاد -لأول مرة في 1789 وللمرة الثانية عام 1792- لم تعش عائلته معه في البيت الأبيض، إذ لم يكن مكتملاً حتى بعد وفاته. كما أنه الرئيس الوحيد الذي لم يُقِم فيه على الإطلاق.
عندما ورث واشنطن ماونت فيرنون عام 1761، كان المنزل عبارة عن بيت ريفي بناه أبوه. وعلى مدار الأعوام السبعة التالية، توسّع المكان ليضم ملكية 2000-8000 فدان بخمس مزارع وقصر ذي 21 غرفة.
وقد أشرف على كثير من التطورات في ملكياته، وزرع محاصيل متنوعة، وأبقى على بساتين الفاكهة في ماونت فيرنون. بالإضافة إلى الجانب الجمالي المبهج، كانت حدائقه عملية أيضاً وأمدت القصر بالغذاء.
رغم أن واشنطن قال في مذكراته إنه لم يستطع أن يعزف على أي آلة موسيقية، فقد أقام غرفة للموسيقى وللعائلة حيث يسمح لأبناء زوجته وأحفاده بأن يتعلموا العزف على البيانو والكمان.
لم يستطع العزف على أي آلة موسيقية.. لكنه امتلك غرفةً للرقص. تقول المذكرات التي كُتبت من خلاله مباشرة إنه كان راقصاً بارعاً وكان دائماً يجذب أنظار الحضور في الحفلات والسهرات الراقصة.
كما كان مدمناً للخمر، وصانعاً خبيراً للجعة. في صفحات المُذكرة العسكرية التي احتفظ بها، ترك وصفة (بالصور) لصناعة كوب صغير من البيرة، وهي جعة مصنوعة من العسل الأسود (دبس السكر).
لم يكن واشنطن محباً للجعة وحسب، بل أحب الويسكي الذي يصنعه أيضاً، وأدار مقطرة ويسكي ناجحة خارج ماونت فيرون.
كانت مقطرة الويسكي التي امتلكها، والتي أُعيد بناؤها عام 2006، أكبر مقطرة ويسكي في أميركا وأكثرها ربحاً في هذا الوقت. في العام الأخير من حياته أنتجت ما يقرب من 11 ألف غالون من المشروبات الروحية.
وكان لديه هو ومارثا وصفة رائعة وقوية من سائل البيض المخفوق.
في الوقت الذي لم يكن يستضيف فيه واشنطن الحفلات أو يرقص، كانوا يجدونه دائماً يتدارس الدين. فقد كان متديناً إلى حد ما، وكان يخصص وقتاً يومياً للصلاة وقراءة الإنجيل.
كما كان محباً للكلاب، وامتلك مجموعة صغيرة من كلاب الصيد الفرنسية التي أعطاها أسماءً رائعة مثل سويتليبس (ذي الشفاه الحلوة)، ومدام موس (السيدة موس).
توفي واشنطن عام 1799 عن عمر ناهز الـ67 عاماً، إلا أن إرثه لا يزال حياً. لا يزال وجهه الرواقي مطبوعاً على عملة ربع الدولار والدولار، فضلاً عن صورته التي تنتشر في مئات المدارس والمدن.. وأيضاً في العاصمة الأميركية.
- هذا الموضوع مترجم عن موقع Business Insider الأميركي. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.