17 يناير,2017
الكثير من الأشخاص يستمتعون بشم البنزين، حيث يعتقدون أن له رائحة خاصة ومميزة، فما سر حب البعض لهذه الرائحة بالتحديد؟ وهل من الخطر استنشاقها؟
لماذا نحب رائحة البنزين ؟
أولًا علينا أن نتعرف على مكونات هذه المادة، ولماذا تنبعث منها هذه الرائحة المحيرة؟ يتكون وقود السيارات الذي يُعرف بالجازولين من البنزين، والمواد الهيدروكربونية الأخرى التي نجدها في بعض محاليل التنظيف، أو الطلاء، أو الغراء، حيث لها رائحة محببة تكون أنوفنا حساسة لها بشكل خاص. ولهذه الأسباب كان البنزين يدخل في كريمات ترطيب ما بعد الحلاقة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
يميل البعض لاستنشاق البنزين، لأنه يحتوي على مركب يعمل كمخدر يقمع وظيفة الجهاز العصبي، ومن الممكن أن يتسبب بحالة من النشوة والبهجة والسعادة، في أحيان كثيرة تكون مماثلة عن تلك الناجمة عن استهلاك كمية كبيرة من الكحول.
هل هذه الرائحة خطيرة؟
لا مخاطر من استنشاق هذه الروائح على نحو سريع خلال تعبئة السيارة بالوقود مثلًا. لكن استنشاقها لفترة طويلة قصدًا قد يكون خطيرًا، فاستنشاق رائحة البنزين مباشرة سواء الأبخرة أو استنشاق قطعة قماشية مغمسة به خاصة بما يُعرف بإدمان البنزين، تجعل الشخص عرضة لتطور بعض أنواع السرطان في الدم.
البنزين وذكريات الطفولة
البعض يستمتع بهذه الرائحة لأسباب تتعلق بنوع من شعور الثمالة، لكنها تجعل البعض يشعرون بالحنين للطفولة، فمثل هذه الروائح تعمل على تحفيز الذكريات واستحضارها.
بحسب الدكتور “آلان هيرش” مدير مؤسسة مختصة ببحوث الرائحة والطعم في شيكاغو “يميل بعض الأشخاص لمثل هذه الروائح لأنها تربطهم بطفولتهم”. تعمل الأعصاب الشمية على نقل المعلومات مباشرة من الأنف إلى الجهاز الحوفي وهو جزء في الدماغ يعمل على معالجة العواطف وتخزين الذكريات.
وفي دراسة أجراها الدكتور آلان وزملاؤه تبيّن أن الرجال الذين ولدوا بين 1930 – 1979 ربطوا رائحة البنزين، وأقلام الماركر، والفابوراب، بمرحلة الصبا.