النقد المستمر من الأب: ما أثر ذلك؟ وما الحل؟
إن مهمة تربية الأبناء مهمة صعبة ومسؤولية خطيرة يتشارك فيها الأبوان بنسب متساوية، فلا يمكن إلقاء العبء كاملاً على الأم. لكن ماذا تفعل الأم إذا لم يكن الأب يشارك إلا بتوجيه الانتقاد للأبناء؟
يعرف هذا الأسلوب بالاهتمام السلبي، حيث يقتصر اهتمام الأب بالأبناء على توجيه اللوم والانتقادات السلبية للأبناء، والبحث عن الجوانب السلبية في كل تصرف وتسليط الضوء عليها، فعلى سبيل المثال قد يكون الابن مجتهداً في جميع المواد الدراسية عدا مادة واحدة يعاني فيها من بعض القصور، فبدلاً من تشجيعه ومباركة تفوقه في جميع المواد نجد الأب يركز على أوجه القصور، ويستخدم كلمات مثل: "أنت فاشل"... وغيرها من الصفات السلبية التي تؤثر على نفسية الابن بشكل سلبي وتسبب الإحباط.
على الأم في البداية أن توجه الأب لما قد يقع من آثار سلبية كنتاج للانتقادات الدائمة:
1- فقدان الثقة بالنفس: حيث يعاني الابن من فقدان الثقة بنفسه، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وانعدام الإحساس بالأمان.
2- العصبية: يميل الأبناء الذين يتعرضون للانتقاد الدائم إلى الانفعال الزائد والتوتر والعصبية والمزاج المتقلب.
3- الاكتئاب: حيث يشعر الابن بأنه مراقب دائماً وأن هناك نقصاً ما به يلفت نظر الآخرين، مما يزيد من اكتئابه ويدفعه للانعزال والانطواء عن أقرانه.
4- التمرد على توجيهات الأهل: حيث تنمو لدى الابن على المدى البعيد روح التمرد على توجيهات الآباء التي طالما حطّت من شأنه، فلا يهتم بتوجيهات الآباء أياً كانت.
على الأم أن تحاول توجيه الأب ولفت نظره للطريقة التي ينتقد بها تصرفات الأبناء، بحيث يتم توجيه الانتقاد للتصرف وليس للابن نفسه، كما عليها أن تذكره بشكل مستمر بالجوانب الإيجابية في تصرفات الابن وتشجعه على امتداحها، وأن تحاول أن تذكر للابن دائماً أن أباه فخور بإنجازاته؛ كي تحاول تضييق الفجوة الحادثة بينهما. وجربي أيضًا أن تخلقي بينهما اهتمامات مشتركة ودور الأب أساسي في تربية الابن وتوازنه النفسي فهو صديق الولد وسند البنت.
تذكري دائماً أن تتجنبي انتقاد أسلوب الأب في التربية أمام الأبناء مهما كنتِ ترينه خاطئاً كي لا تؤثري بشكل سلبي على علاقة الأبناء بأبيهم، فمثل تلك التأثيرات السلبية تستمر على المدى البعيد، وقد تسبب أضراراً بالغة لشخصياتهم لا يمكن تداركها.