تربية الأطفال
إنّ تربية الأطفال ليست بالأمر السهل، وتحتاج إلى الكثير من الصبر والخبرة لإنشاء جيل يتمتّع بأخلاق عالية، وقادر على حل مشاكله بنفسه، ولعل قوة الشخصية من أهم الأسس التي يجب أن يغرسها الآباء والأمهات في أطفالهم خاصة في وقتنا هذا؛ فالإنسان ضعيف الشخصية يتعرّض للكثير من المشاكل التي تبدأ معه منذ الصغر وتستمر إلى أن يكبر، ولهذا كله فإنّه من الضروري أن تعرف كل أم ما هي التصرفات التي تُساعد على خلق طفل قوي الشخصية حتى لا يتعرّض لأي مشاكل اجتماعية أو نفسية فيما بعد.
تقوية شخصية الطفل
إنّ الطفل لا يولد ضعيف الشخصية بفطرته؛ بل تصرفات ذويه هي من تزرع فيه هذا الضعف وبالأخص الأم لأنها بمثابة عالم طفلها وقدوته ولهذا يجب عليكِ عزيزتي الأم أن تكوني على وعيٍ بأنّ ما تقولينه لطفلك الصغير سوف يُؤثر في شخصيته، وكي تتجنّبي المواقف التي من الممكن أن تتعرضي لها كأن يُقال عن طفلك أنه خائف أو جبان عليكِ اتباع ما يلي:
أظهري حبك لطفلك واجعليه يشعر بأنه شخص مُميز، وأنّ ما يقوم به من تصرف خاطئ لا يمحي هذه المحبة مع مراعاة أن تُظهري له انزعاجك من التصرف الخاطئ حتى لا يُكرره.
امدحي طفلك كلّما قام بعمل جميل وامدحيه أمام الآخرين، فهذا التشجيع من أكثر الأمور التي تُحفّز الطفل على القيام بما يُحبه ذويه ويُقوي شخصيته أيضاً.
شجعي طفلك على الاعتماد على نفسه حسب عمره، فإن كان لا زال في بداية تعلُّم المشي شجعيه على الوقوف والتحرك بنفسه، أمّا إن كان أكبر من ذلك فيُمكنك على سبيل المثال جعله يختار ملابسه بنفسه حتى يتعلّم كيفية اتخاذ القرار التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقوة الشخصية.
تحدّثي معه واجعليه يشعر بأنّ رأيه مهم، ولا مانع من استشارته في بعض الأمور الصغيرة.
إن قمتِ بوعد طفلك بتحقيق طلب ما عليكِ الوفاء بوعدك له حتى يبدأ بإدراك مفهوم الثقة بالآخرين.
عليكِ تعزيز ثقته بنفسه من خلال تركه يقوم بأي عمل يُحبه كأن يرسم لوحة صغيرة وتضعينها في زاوية خاصة له.
أجيبي عن أسئلة طفلك مهما كانت صعبة، فبإمكانك تبسيط إجاباتك له بما يضمن إعطاؤه المعلومة الصحيحة التي يستطيع فهمها.
يجب أن يندمج طفلك بالأطفال الّذين من عمره من خلال ذهابه إلى الحضانة أو اللعب مع الأطفال الذين حوله، وراقبي تصرفاته عندما يتعرض لأي أذىً من الآخرين كي تتأكّدي من أنّه يستطيع الدفاع عن نفسه، ولا نُشجعك هنا على تعليم طفلك ضرب الأطفال الآخرين بل يجب أن تعرفي ردة فعله إن كان يستطيع التصرف بمفرده دون مساعدتك أم لا.
لا تقومي بضرب الطفل ولا تُوبّخيه وتهدديه كلّما قام بسلوك خاطئ؛ فهذا طفل ينتظر منك أن تُعلّميه ما هو صحيح وحتى لو أخطأ تمالكي أعصابك وتعاملي مع الموقف بحكمة وصبر فمرّةً بعد مرة سوف يبتعد عن كل تصرف يُغضبك.
أكثر المشكلات التي قد تقع فيها الأم دون انتباه هي أن تقوم بضرب طفلها أو توبيخه وتهديده أمام الآخرين إنّ هذا التصرف من أكثر الأمور التي تُسبب ضعف الشخصية للطفل، وإذا تكرّر ذلك فقد يًصبح طفلك انطوائياً لا يعرف كيف يتعامل مع الآخرين.