نوبات الغضب عند الأطفال




موقف يتكرر من معظم الأطفال، عندما تكون الأم في مكان عام أو سوبر ماركت مع طفلها الذي يقارب عمره الثلاثة أعوام و يبدأ بالصراخ أو الركل برجله على الأرض!! و تتساءلين ماذا يحدث؟ و كيف عليكِ التعامل مع هذا الأمر؟
معظم الآباء و الأمهات والأمهات يلجئون إما لتوعد الطفل لكي يتصرف بشكل لائق أو التقاط الطفل والخروج من المكان مسرعين!! ولكن ما مدى فعالية هذه الوسائل وتأثيرها على سلوك الطفل؟ وما هي الوسيلة الأكثر فعالية لمعالجة نوبات الغضب؟ لنتعرف عزيزتي الأم بشكل أكبر على أسباب نوبات الغضب و كيفية التعامل معها.

أسباب نوبات الغضب
قبل أي شيء لابد من التأكد من استيفاء حاجات الطفل الأساسية، فالطفل الذي يشعر بالجوع أو التعب يكون أكثر عرضة لهذه النوبات .
يمر الطفل في هذه السن الصغيرة بمرحلة نمو وتطوير لقدراته الاجتماعية والعاطفية واللغوية والذهنية. فلا يستطيع التحكم في انفعالاته، و لا تكون لديه القدرة على توصيف مشاعره أو التعبير عنها فتسبب له الإحباط، قد يشعر الطفل بحاجته إلى فعل بعض الأشياء الخاصة به ولكن هناك بعض القدرات الجسمانية التي لم تكتمل بعد مثل: عدم القدرة على ارتداء الحذاء، أو التعبير عما يشعر به.
يجب أيضاً أن نضع في الاعتبار أن عدم السيطرة على الانفعالات يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في قدرة الطفل في السيطرة على نفسه. بعض المناطق داخل المخ تنمو بشكل أبطأ من مناطق أخرى – وهى المناطق المسئولة عن تطور مهارات التحكم والسيطرة على الانفعالات وتأخير إشباع الرغبات مثلاً: عندما يصر طفلك على تناول قطعة من الكيك الآن!!. ومع بلوغ الطفل عمر السنتان يبدأ نمو هذه المناطق ولكنها لا تكتمل حتى بلوغ سن السابعة.
قد يكون من الأسباب الأخرى لنوبات الغضب استخدامها كوسيلة لجذب الانتباه. لذا لابد من التفكير ملياً في الاستراتيجيات التربوية لكي نقرر التالي: هل نُشعر الطفل برد الفعل الإيجابي عندما يتصرف بصورة لائقة؟ هل نستغرق وقت كثير في تصحيح التصرفات السيئة للطفل؟ إذا كان الأمر غير ذلك، قد يلجأ الطفل إلى جذب الانتباه من خلال التصرف السيئ .
ربما يكمن السبب أيضاً في لجوءه إلى نوبات الغضب إذا لم يتم الاستجابة لمطالبه أو في حال رفض أي طفل آخر مشاركته في لعبة ما.
لا يزال طفلك في هذه المرحلة العمرية ينمو ويتطور فيما يتعلق بقدرته على المشاركة والتفاوض.