15 يناير,2017
عادةً ما تقوم الكلاب بدفن العظام التي تجدها، في حين أن القطط تدفن فضلاتها بعد قضاء حاجتها. فأحد أشكال الغريزة الفطرية لدى بعض الحيوانات هي دفن النفايات، لكن الأمر يتعدى كونه مجرد هاجس نظافة لدى قطط البرية والمنزلية أيضًا!
لماذا تقوم القطط بدفن فضلاتها ؟
قيام القطط بدفن فضلاتها له تاريخٌ طويل في استعمال رائحة البول والبراز في تمييز أراضيها. فعلى الرغم أن رائحة فضلاتها تبدو متشابهة لنا، لكنها ليست كذلك للقطط.
فبفضل مادة كيميائية معينة تُسمى “فيرمونات”، فإن الهررة تُميِّز رائحة فضلاتها وبذلك تضع علامة فريدة في الأرض التي تنوي تملكها.
قد لا يبدو الأمر واضحًا لنا لتعاملنا مع قطط منزلية أليفة، لكن في البرية يختلف الأمر. فالقطط المسيطرة التي تُعرف باسم قطط النمر تتصرف بفطرة طبيعية كالأسود والنمور والفهود تمامًا في محاولة فرض سيطرتها على الأرض.
والوسيلة الأفضل التي تستعملها في معركة البقاء هذه هي دفن فضلاتها في أرض معينة. خاصةً إن كانت قططًا ضعيفة وليس لديها القدرة على القتال، فإنها تستعين بهذه الطريقة لإثبات أنها أول من أخذ هذه الأرض بين القطط الأخرى.
سببٌ آخر تلجأ من أجله قطط البرية لدفن فضلاتها في الأرض وهو محاولة إخفاء أي أثر لتواجدها في المنطقة حتى لا تجذب الحيوانات المفترسة لها.
قد يبدو ذلك جليًا حتى لدى القطط المنزلية التي لا يوجد تهديد حقيقي لها، لكنها تُحافظ على هذه الفطرة التي توارثتها منذ القدم عن آبائها ذلك لأنها لا تأمن بالكامل عدم وجود خطر محيط. فنجدها تدفن فصلاتها في وعاء به تراب يُوضع خصيصًا للقطط في المنازل.
ويعتبر الأطباء البيطريين أن القطط المستأنسة المنزلية تعتبر نفسها منقادة ومرؤوسة من قبل البشر، لذلك نجدها تستعمل دلو الرمل لدفن فضلاتها.
أما إن تمرَّدت القطط واعتبرت نفسها مهيمنة في المنزل، فإنها ستترك هذه العادة ولن تستعمل دلو الرمل لقضاء الحاجة. وهناك أسباب أخرى لتركها لهذه الغريزة ومنها إصابتها بمرض ما في المسالك البولية أو عدم تدريبها بشكل صحيح. فالقطط الصغيرة تتعلم هذه العادة من أمهاتها في البداية قبل أن تستعملها.
أضف إلى معلوماتك أن القطط ليست الوحيدة التي تقوم بدفن فضلاتها بعد قضاء الحاجة. فالفئران الجبلية أيضًا تتبع نفس العادة لإخفاء أي أثر لها حتى لا تجدها الحيوانات المفترسة.