عن الإمام علي (عليه السلام)...
فقوله تعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)، فأعلمنا سبحانه أنه قد أمرهم بالعمارة ليكون ذلك سبباً لمعايشهم بما يخرج من الأرض من الحب والثمرات وما شاكل ذلك مما جعله الله تعالى معايش الخلق.

عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: إن طبائع الناس مركبة على الشهوة والرغبة والحرص والرهبة والغضب واللذة، إلا أن في الناس من ذم هذه الخلال بالتقوى والحياء والأنف، فإذا دعتك نفسك إلى كبيرة من الأمر فارم ببصرك إلى السماء، فإن لم تخف من قبلها فانظر إلى من في الأرض لعلك تستحي ممن فيها، فإن كنت لا ممن في السماء تخاف ولا ممن في الأرض تستحي تعد نفسك في البهائم .
الرحمة الإلهية الواسعة، وغفرانه تعالى للذنوب بابه الدعاء والعودة عن المعصية وارتكاب ما حرم ونهى عنه جلت قدرته، ففي الحياة فرص للتعويض والعودة إلى النقطة التي بدأ الإنسان بها خطواته، فلا يأس بل عزم على لم الجراح ونبذ كل ما لا يخلّد الفعل الخلاق للإنسان، ولا يكون ذلك إلا بالإصرار والصبر وترويض القدرة الضعيفة حتى تتحول إلى مارد يقهر الذنوب ويمحق الخطايا، لأن الحياة عمل وجهاد وممارسة، وهي فرصة لن تعود إن غاب نجمها وأفلت شمسها.

عن الصادق (عليه السلام)، ثلاثة تجب على السلطان للخاصة والعامة: مكافأة المحسن بالإحسان ليزدادوا رغبة فيه، وتغمد ذنوب المسيء ليتوب ويرجع عن غيه، وتألفهم جميعاً بالإحسان والإنصاف.

هي الموازنة والعدالة في التوازن، لما يمر بالإنسان من لحظات التقهقر والخضوع للنزوات والاحتماء باللذة الخادعة والتماس الملجأ والمنجى من الذنوب، وما ذلك إلا للجهل والاستسلام للعواطف المريضة، فتحذير النفس وتذكيرها بسوء المنقلب إن غفل الإنسان عن لحظات الموقف الشائن، والترغيب والتذكير بلحظات الجزاء للفعل الحسن، يؤديان إلى صيانة الإنسان من الانحراف واتجاهه نحو فضائل الأخلاق.

قال الإمام علي (عليه السلام): فإن في العدل سعة ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق.
أهداف الإنسان وآراؤه حق مشروع له بشرط أن لا يتعدى المسؤولية ولا يغفل عن الواجب ولا يلتمس من الأنانية قربة ومن الاحتكار نجاة ومن الطمع وسيلة لاستعباد الناس وقهرهم وإذلال مواقفهم وتبيان مواطن الضعف والسقوط فيهم.