يقع كثيرون منا في أخطاء شائعة عند تربية أطفالنا، بالطبع لا تكون عن قصد بل لأن كل منا يتمنى أن يكون طفله مثاليًا.

ويقسم المختصون في مجال الصحة النفسية هذه الأخطاء الشائعة إلى 7 أخطاء يقع فيها الآباء والأمهات في تربية أطفالهم.

الأوامردون وعي أو إدراك لا نتوقف عن إملاء الأوامر على أطفالنا، افعل.. لا تفعل.. نم.. كل.. اجلس.. وغيرها من الطلبات والأوامر المستمرة.

وهنا يكون الخطأ بأننا نرهق الطفل بأوامرنا دون ترك له المساحة لتنفيذ ما يريد، وتكون النتيجة إما طفل تُسحق إرادته ويتعلم الطاعة العمياء دون خلق مساحة خاصة به.

أو طفل متمرد وعنيد، تأمرينه فيصرخ في وجهك بالرفض، وتبدأ سلسلة أخرى من أخطاء التربية التي تسبب مشكلات كبيرة في نفسية ذلك الطفل.

والحل يكون دومًا بطلب الأشياء المعقولة من الطفل، في مقابل ترك له باب الحرية في التصرف مع التوجيه البسيط، وليس الأمر المباشر والحاد.

اختلاف الأب والأم في منهج التربيةهذا الخطأ يكون نتيجة عدم الاتفاق على المفاهيم التربوية بين الوالدين من البداية، ما يؤثر علي الحالة النفسية للطفل بشكل كبير، لأنه لا يعرف من فيهما على صواب الأم أم الأب، وهو ما يجعله ينجذب لأحدهما دون الآخر، ويؤثر على احترامه وثقته فيه، خاصةً إذا حدثت المشاجرات أمامه، لذلك يجب الاتفاق على منهج تربوي واضح بين الأبوين، وحتى إذا تعارضا في موقف معين، لا بُد أن يصدق أحدهما على قرار الآخر أمامه.

التفرقة بين الأبناءهي كارثة على الرغم من نفي معظم الآباء والأمهات لهذه التفرقة، فإن أبناء كثيرون يشعرون بها، والمطلوب هو التوازن والعدالة عند قدوم الطفل الثاني، الذي غالبًا ما يكون أكثر هدوءً وجاذب للانتباه نتيجة اكتساب الأبوين لخبرة في التربية، ومن هنا تبدأ التفرقة سواء المعنوية أو المادية، وهنا دومًا ما يكون الطفل الذي شعر بأنه غير محبوب، مثل أخيه يتربى لديه عقدة الاضطهاد، التي تنمو مع الطفل وتكبر لتشكل عائق حقيقي في حياته.

لذلك عزيزتي الأم، احرصي على أن تقسمي حبك وعطائك دومًا على أطفالك بالتساوي.

المقارنة
وهي طريقة غير عادلة في التربية، لكنها أيضًا شائعة جدًا ومنتشرة، فمن منا لم يقارن وهو صغير بأخيه المجتهد أو جاره الهادئ.

ومن منا لم يضع طفله في مقارنة مع ابن صديقة أو قريب، دون أن نعي أن الفروق بين الأطفال ستبقى موجودة دائمًا.

وتؤدي المقارنة إلى زرع المرارة بين الأخوة والحط من قدرات الأقل تقديرًا، وعدم الثقة بالنفس، بل سيقارن الطفل نفسه نفسه بمن حوله وهو يملك شعورًا بالدونية وأنه هو الأسوأ والأقل.

عدم إشباع حاجة الطفل من الحب والحنانهناك نوع من الآباء والأمهات يتعاملون مع أبنائهم بقسوة وعنف وكأنهم ماكينات، يوبخونهم وينتقدونهم في كل صغيرة وكبيرة، هذا الخطأ يترك في نفس الطفل آثارًا سيئة كثيرة.

لذلك يجب أن تكون هناك دائمًا مساحة من المرح والترويح مع التعامل الهادئ المطمئن بحب وحنان، ليسود التفاهم بين الجميع.

أن العلاقة المرحة بين الأهل وأطفالهم تنعكس في مراحل نمو الطفل، فنجده صديقًا في مرحلة المراهقة بدلًا من أن يكون بعيدًا عنا، ونجده في الكبر حنونًا وعطوفًا ليس جافًا، أو كما يُقال عنه بأنه عاقٍ لوالديه، فلو بحثنا وراء قصص عقوق الأبناء لأهلهم سنجد قصص من القسوة في التربية، التي زرعت في قلوب الأطفال ونمت معهم.

فلنزرع الحب والتواصل المستمر والمرح، كي نحصد البر والحنان.

الإهمال
يؤثر إهمال الأبناء على الأسرة بأكملها، ويجعل الطفل يشعر بالغيرة من أقرانه الذين يحظون باهتمام والديهم، وينعكس ذلك على تصرفاته التي تتسم بالعدوانية في مدرسته ليلفت الانتباه له.

إلى جانب أن الإهمال وعدم التركيز في تفاصيل اليوم والحركات والتصرفات التي يقوم بها طفلك، قد يؤديان إلى قيامه بكوارث دون أن تلاحظي.

فهل تفتشين حقيبته بعد عودته من المدرسة، كي تعرفي كيف يكون يومه، وماذا لو وجدتِ شيئًا ليس له فيها؟

من المؤكد أنكِ ستناقشينه وتسألينه وتصوبين الخطأ، لكن إن كنتِ غير مهتمة ومهملة في مثل هذه التفاصيل، فلن يعرف طفلك أن تصرفه خطأ وسيكرره مرارًا.

التدليل
هذا الخطأ يجعل الطفل يشعر دائمًا بأنه لا بُد أن يكون محور اهتمام الجميع، ويتوقع من كل الناس نفس المعاملة، وبالطبع هذا لا يحدث، ما يجعل انفعالاته طفولية ويتأخر نضجه الاجتماعي والانفعالي وتقل قدرته على تحمل المسؤولية.