تقضين وقتًا طويلًا من اليوم في إرضاع طفلك أو إطعامه، وربما تشعرين في أوقات عدة بالملل والضيق، ما يدفعك إلى أن تحاولي تقضية هذا الوقت في شيء يكسر هذا الملل، إما في مشاهدة التليفزيون أو تصفح هاتفك أو في محادثة تليفونية أو حتى في فتح حوار مع أي شخص أمامك.
وربما لم يخطر في بالك من قبل أن لهذا السلوك تأثير على طفلك، لا تتصوري أنه يعي أو يشعر بانشغالك عنه، فالأمر يبدو لكِ طبيعيًا وبديهيًا، ولا توجد أي مشكلات، ولكن هل تعلمين أن طفلك الصغير عقلة الإصبع هذا ينزعج من انشغالك عنه وله رأي آخر في ذلك!
تعرفي مع "سوبرماما" على ما يشعر به طفلك عند انشغالك عنه في أثناء الرضاعة وتأثير ذلك عليه.أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن الأمهات اللاتي ينشغلن عن أطفالهن في أثناء الرضاعة أو الإطعام بتصفح شبكات التواصل الاجتماعي أو استخدام تطبيقات الدردشة أو غيرها من الوسائل التي تشتت انتباه الأم عن طفلها يقطعن حبل التواصل بينهن وبين أطفالهن ويقللن من إشباع أطفالهن من حنانهن وعطفهن، حيث إن انشغال الأم عن طفلها يجعلها تتجاهل رسائله، لأن الطفل يكون بحاجة إلى تجاوب أمه معه وإلى بناء رابط أمان في أثناء الرضاعة وتكوين علاقة وطيدة معها من خلال التواصل بالنظرات.
وقد يتسبب انشغال الأم عن طفلها أيضًا في عدم انتباهها إلى الإشارات التي يصدرها طفلها، التي يعبر بها أنه لا يزال يشعر بالجوع أو إنه قد شبع أو إنه يعاني من صعوبة في الابتلاع أو إنه في وضع رضاعة غير مريح له، وغيرها من الإشارات التي لها دلالات تفهما الأم فورًا إذا كانت غير منشغلة عنه.
وأشارت الدراسات إلى أن الرضاعة ليست مجرد وسيلة لتغذية الطفل، بل هي وسيلة لتكوين علاقة عاطفية قوية بين الأم والرضيع، لذا ينبغي على الأم أن تحرص ألا تكون تحت ضغط نفسي في أثناء الرضاعة أو تنشغل بأي شيء يصرف اهتمامها عنه، لأن هذا الانشغال يؤدي إلى شعور الرضيع بالإهمال والتوتر نتيجة لكسر التواصل البصري بينه وبين الأم، الذى يعد من أهم العوامل التي تعمق العلاقة بين الطرفين وتجعل الرضيع يتمتع بالغذاء ويشعر بالأمان والدفء والثقة بالنفس ويقلل من توتره ويساعده على النوم، كما إن هذا التواصل بين الأم وطفلها أثناء إرضاعه وإطعامه يطور الحواس الخمسة لديه بشكل أسرع.