الشاعر معروف الرصافي
معروف الرصافي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م
هو معروف بن عبد الغني بن محمود الجباري ولد ونشأ في بغداد عمل في حقل التعليم وله عدة اصدارات شعرية، ولد في بغداد وأصله من عشيرة الجبارة الكردية الساكنة جنوبي كركوك سنة 1875 ومن أم تدعى فاطمة بنت جاسم من عشيرة القراغول التركية. تعلم القراءة والكتابة في كتاتيب بغداد، وتتلمذ على يد شيخه محمود شكري الآلوسي زهاء اثنتي عشر سنة، ولقبه بالرصافي . اشتغل معظم حياته في التدريس ، فدرس في مدارس بغداد ، وعين مدرساً للغة العربية في المدرسة الملكية الشاهانية بالآستانة، ومعلما للخطابة في مدرسة الوعظ التابعة لوزارة الأوقاف، وعمل على تحرير"جريدة العرب" التي أصدرها عبيد الله أفندي نائب أزمير، ومجلة سبيل الرشاد. واختاره طلعت باشا وزير الداخلية العثماني ليكون معلمه الخاص في اللغة العربية، وقربه زيادة على ذلك، فدبر تعينه نائباً في مجلس المبعوثان ( النواب) عن لواء (المنتفق) وهو هناك 1912، وبعد افتتاح المجلس وانقضاء مدة اجتماعاته من السنة الأولى رجع إلى بغداد. وبينما هو في بغداد أعلنت الحكومة العثمانية النفير العام فرجع إلى الآستانة. ثم ألغيت مدرسة الملكية الشاهانية فعين في مدرسة الواعظين التابعة لوزارة الأوقاف لتدريس الخطابة فيها. ونشرت الدروس التي ألقاها بشكل رسالة عنوانها" الخطابة والخطيب" في الآستانة، وبقي فيها إلى ما بعد الهدنة 1918، وهناك تزوج بتركية ولم ينجب
عمل ضد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وهجاه بعدد من القصائد، و بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عرج على دمشق وأقام بها نحو سبعة أشهر على أمل أن يعهد إليه بمنصب مناسب، لكن أمله لم يتحقق حلمه، فتوجه إلى القدس ليتولى تدريس آداب اللغة العربية بدار المعلمين لمدة عامين1919-1921، وكان ينشر شعره في مجلة " النفائس" الفلسطينية .عاد إلى العراق 1921 وعمل بوزارة المعارف مفتشا للغة العربية مدة ست سنوات 1924، وأصدر جريدة سياسية باسم (الأمل) لم تعش كثيراً . ثم نقل إلى تدريس العربية بدار المعلمين ، وفي سنة 1928 استقال وانتخب نائبا في المجلس النيابي العراقي ، وبقي في هذا المنصب لمدة ثمانية أعوام.
اشترك في ثورة رشيد عالي الكيلاني 1941، فنظم أناشيدها ، وكان من خطبائها، وبعد فشل الثورة عاش في انزواء حتى وفاته ببغداد يوم 16 آذار 1945، عن عمر ناهز 72 عاما، ودفن بجوار الشاعر جميل صدقي الزهاوي .
رمى في شعره وفكره إلى إصلاح شأن الأمة وجمع كلمتها، وكانت بينه وبين الزهاوي منافسة ومهاجاة.
من آثاره : " ديوان الرصافي" في خمسة أجزاء، " دفع الهجنة في ارتضاخ اللكنة" رسالة فيها جميع الكلمات العربية المستعملة في الكتابة التركية، طبع بالآستانة 1331هـ، و" تاريخ آداب اللغة العربية “ وهي محاضرات في دار المعلمين ببغداد، 1960 . و”الأدب الرفيع في ميزان الشعر وقوافيه “ 1956، 1969. و “ آراء في أبي العلاء المعري - ط“ 1955، و “ على باب سجن أبي العلاء : دراسة ونقد" نشر بعد وفاته سنة 1946. و” رسائل التعليقات “ في نقد كتابي “ النثر الفني “ و “ التصرف الإسلامي “ لزكي مبارك، 1944، 1957 . و “ دفع المراق في لغة العامة من أهل العراق “ نشر متسلسلاً في مجلة لغة العرب . و " نفح الطيب في الخطابة و الخطيب – ط “ جزآن استانبول 1915. و “ ديوان الأناشيد المدرسية – ط” . و “ تمائم التربية والتعليم – ط” شعر، 2949، 1956، 1957 . و “الآلة والأداة – خ” في اللغة، و" الطفل الهرم"، و" درر القوافي من شعر الرصافي" 1969، و" رواية الرؤيا" لنامق كمال، ترجمة ، 1909، و" شعر ودخان" 1945، و" عالم الذباب" 1947، و" المجموعة من أدب أبناء العروبة" 1961، و" نظرة إجمالية في حياة المتنبي"1959.
بني لهُ في بغداد تمثال لتمجيد ذكراه يقع في الساحة المقابلة لجسر الشهداء عند التقاطع مع شارع الرشيد المشهور قرب سوق السراي والمدرسة المستنصرية الأثرية.
الحرية في سياسة المستعمرين
للشاعر العراقي معروف الرُّصافي
يـا قـومُ لا تتكلمـوا إن الكـلامَ محَـرّمُ !
ناموا ولا تستيقظـوا مـا فـاز إلا النـوّم !
وتأخروا عن كل ما يقضي بـأن تتقدمـوا
ودعوا التفهم جانبًا فالخيـرُ أن لا تفهمـوا
وتثّبتوا فـي جهلكـم فالشـر أن تتعلمـوا
أما السياسة فاتركـوا أبـدًا وإلا تندمـوا
ان السياسة سرها لـو تعلمـون مُطَلسـم
واذا أفضتم في المباح من الحديث فجَمْجموا
والعدلَ لا تتوسمـوا والظلـمَ لا تتجهمـوا
من شاء منكم أن يعيش اليوم وهو مكـرّم
فليُمْسِ لا سمعٌ ولا بصـرٌ لديـه ولا فـم
لا يستحـق كرامـةً إلا الأصـمُّ الأبـكـم
ودعوا السعادة إنما هي في الحيـاة توهّـم
فالعيش وهو منعّمٌ كالعيـش وهـو مذمّـم
فارضَوا بحكم الدهر مهما كان فيـه تحكّـم
واذا ظُلمتم فاضحكوا طربًـا ولا تتظلمـوا
وإذا أُهنتم فاشكروا وإذا لُطمتـم فابسمـوا
إن قيل هذا شهدُكـم مـرٌّ فقولـوا علقـم
أو قيـل إن نهاركـم ليـلٌ فقولـوا مظلـم
أو قيل إن ثِمادَكـم سيـلٌ فقولـوا مُفعَـم
أو قيل إن بلادكم يا قـوم سـوف تُقسَّـم
فتحمّـدوا وتشكّـروا وترنّحـوا وترنّمـوا !!
فيصل الطائي