حققت نجاحا كبيرًا :الزراعة المائية.. وسيلة "العطار" للتخلص من مشاكل الزراعة التقليدية بغزة
تاريخ النشر : 2016-08-07
خ- خ+
استمع
غزة- خاص دنيا الوطن
يدنو المزراع إياد العطار ليتفقد محاصيله التي زرعها داخل ألواح "الكلكل" الطائفة فوق أحواض من المياه، بعد أن تمكن من استبدال زراعة التربة، بالزراعة المائية في سابقة هي الأولى من نوعها بقطاع غزة.
وبعد محاولات حثيثة إمتدت لأربعة أعوام من البحث والدراسة وإجراء التجارب، نجح الأربعيني "العطار" في زراعة محاصيله عبر الزراعة المائية مستبدلاً بها زراعة التربة التي تحتاج لمساحات واسعة وجهد كبير، على حد قوله.
وتعد الزراعة المائية إحدى التقنيات الحديثة القديمة، حيث نجحت إلى حد بعيد في التغلب على عيوب ومشاكل التربة الخاصة بأمراض النبات أو الأمراض الساكنة في التربة، كما أنها تحد من استهلاك المياه وتقلل الاحتياجات من السماد والمياه إلى الثلث تقريباً،،
ويقول العطار الذي يعمل مزراعاً منذ ثلاثين عاماً، إن فكرة الزراعة المائية راودته مع بداية عام 2012 بعد تنفيذه لمشروع بالتعاون مع منظمة الأغذية العالمية "الفاو" تركيب وحدات للزراعة المائية في منطقة الصبرة بمدينة غزة، حيث كانت أول تجربة تجريها المنظمة لبعض المزراعين.
وأوضح في حديثه لـ"دنيا الوطن" أن عدم تقبل المزراعين للفكرة وفضها دفعه للتفكير في اللجوء إليها بعد دراسته لأهميتها ومميزاتها ووفرة الانتاج التي تحقق في حال نجاحها.
ويضيف " بدأت في إنشاء وحدة للزراعة المائية على حسابي الخاص قبل أربعة أعوام، وكانت النتائج ضعيفة، مما دفعني لبذل جهود أكبر والمحاولة حتى حققت نجاحا كبيرا في الزراعة المائية".
وإستطاع العطار الذي يعمل معه جميع أبنائه الخمسة في الزراعة من زراعة 12 صنف من المحاصيل الورقية المختلفة، إلى جانب نجاحه في زراعة ثلاثة أصناف من المحاصيل الثمرية التي منها "الفاصوليا، والخيار والفراولة".
ويتابع " المشروع في بدايته كان كحقل تجارب صغير، نجحت فيه استخلاص العبر من التجارب الفاشلة في بداية الزراعة حتى إستطعت الحصول على محاصيل ذات جودة عالية وانتاج وفير".
وبحسب العطار فإن إنتاج دونم واحد من بالزراعة المائية يعادل إنتاج 10 دونمات من زراعة التربة "التقليدية"، بالاضافة إلى توفير كميات كبيرة من المياه والمساحة عند استخدام الزراعة المائية.
ويؤكد المزراع أبو فادي، الذي يستخدم قرابة الـ200 متر في زراعته المائية من دونمات أرضه الزراعة في منطقة بيت لاهيا شمال غزة، أن المستقبل سيكون للزراعة المائية في قطاع غزة الذي يعاني من الزحف العمراني السريع وقلة الأراضي الزراعية.
وتستهلك الزراعة التقليدية في قطاع غزة قرابة 90 مليون متر مكعب من مياه الخزان الجوفي في الشهر الواحد، في الوقت الذي يواجه القطاع نقص حاد بالمياه.
ووفق العطار فإن المفارقة عجيبة عند المقارنة بين الزراعتين -التربة والمائية- فالأولى تحتاج لكميات كبيرة من المياه ومساحات واسعة وأيدي عاملة ضخمة، فيما توفر الزراعة المائية كل ما سبق، بالاضافة إلى استغنائها عن الأسمدة والمبيدات.
كما وإن نضوج المحصول في الزراعة المائية يأخذ نصف العمر الذي يأخذ نضوجه في زراعة التربة، مما يعني أن دورتين انتاج في الزراعة التقليدية قابلها دورة واحدة في "المائية"، على حد قول العطار.
ورغم أن المشروع كلف المزراع العطار قرابة الـ30 ألف دولار، إلا أنه يُبدي سعادته من الانجاز الذي حقهه معتبراً أن ذلك نجاحا للمزراع الفلسطيني الذي يعاني الحصار والتضييق من الاحتلال.
ويكن العطار بالشكر والتقدير لمنظمة الأغذية العالمية "الفاو" ولجامعة الأزهر بغزة، على الدعم الذي قدموه له ومساعدته في نجاح تجربته، فيما وينقم على وزارة الزراعة بغزة التي لا توفر له أي دعم يذكر، على حد قوله.
رد مع اقتباس
