كل شيئ عن المزارع المائية والزراعة المائية
أولا – مقدمة :
الزراعة دون تربة هي إنتاج النباتات بأية طريقة غير زراعتها في التربة الزراعية , ويجب أن نوضح أن الزراعة بدون أرض تتضمن الإنتاج في كل أوساط الزراعة التي لا تكون التربة المعدنية أحد مكوناتها , و مفهوم الأرض المعدنية هي الأرض التي فيها نسبة من السلت والطين حتى ولو كانت قليلة , ويدخل من ضمن تعريف الزراعة بدون أرض مزارع الرمل الخالص و الحصى و البيتموس و الفيرموكوليت و البرليت , وأيضا بيئات الزراعة الصلبة مثل الصوف الصخري و القش , كل هذه البيئات تنطوي تحت الزراعة بدون أرض .
بدأ استخدام الماء المضاف له محاليل مغذية في تنمية النباتات منذ القرن السابع عشر , و الشائع أن روبرت بويل هو أول من استخدمه , وقد أجرى تجاربه على نبات الفنكا
Vinca pervina و النعناع Spearmintوقد لاحظ أنه نمت جيدا غير أنها كانت أجزاء دون جذور .
قام Wood ward في إنكلترا بتنمية النعناع في الماء المضاف إليه كميات صغيرة من التربة والذي لم يضف له شيء وقد ذكر أن إضافة التربة إلى الماء قد زادت نمو النبات , ولم يحدث تقدم في استخدام الماء المضاف إليه المغذيات حتى عام 1859 عندما بدأ الباحثان الألمانيانSachs و Knop دراستهما على تغذية النبات وقام كنوب ببتحضير محلول غذائي من العناصر الكبرى فقط (لأنه لم تمن تعرف العناصر الغذائية الصغر بعد),كل الأبحاث التي كانت تجري كانت لأغراض أكاديمية لكن الاستخدام التجاري كان عندما قام Gerieke بجامعة كاليفورنيا سنة 1929 بصنع خزان أبعاده 15×61×10.67 سم فوق أرض مستوية وغطى سطح الخزان بالمحلول المغذي و غرس بادرات النباتات في طبقة الرمل , وقد أكد Gerieke أن ما حصل عليه من نتائج يبرر التفكير في استخدام هذه الطريقة في إنتاج الحاصلات,وفي سنة 1935قام عدد من منتجي الخضر و الزهور باختبار احتمال نجاح هذه الوحدة على نطاق كبير تحت إشراف Gerieke.
وفي سنة 1935 وصف Biedkart & Commorrs من محطة التجارب الزراعية في New jerseyطريقة لزراعة القرنفل في الرمل الذي تم إضافة محلول مغذ إليه على فترات و أضاف الماء فيما بين إضافة المغذيات.
في عام 1936 اقترح Eaton من وزارة الزراعة الأمريكية بعض التجهيزات لتنمية النباتات في مراقد من الرمل مع إضافة محلول مغذ على فترات محدودة إلى سطح الرمل بواسطة مضخة تعمل ذاتيا ويعود المحلول الزائد المنصرف بواسطة الجاذبية.
وفي نفس العام قام Withrow & Biebel بعمل تجهيزات للري تحت السطحي لمرقد من الرمل وكانت الميكانيكية أن المحلول المغذي يضخ إلى المرقد من خزان أسفلها حتى يغمر الرمل فيتوقف الضخ وينصرف المحلول الزائد بالجاذبية إلى الخزان.
في عام 1937 أقترح Shine & Robbinb أن تستخدم نقاطات لتمد المراقد الرملية بالمحلول وينصرف المحلول الزائد بالجاذبية إلى الخزان .
في عام 1940 قام Gerieke باستخدام الوسط الصلب بسمك قليل وكان ذلك له عدة فوائد هي توفي مرقد للبذور و تثبيت النباتات, كما تعمل على إظلام المحلول, وتم فيما بعد تعديل نظامGerieke باستبدال الرمل بمزيج من نشارة الخشب و القش و التربة, بينما كان رأي Arnon & Hoagland أن الجيل السابق لهما عاصروا اهتمام كبير بإنتاج الحاصلات في الهيدروبونيك وقد قام بمقارنة نمو النباتات في التربة و الرمل و البيئة المائية وذكر أن قدرة النبات على النمو و الإنتاج في البيئات الثلاث متساوية .
الحرب العامية الثانية كانت السبب في توقف الأبحاث الخاصة بموضوع الزراعة دون تربة لكن كانت السبب الرئيسي في إحراز تقدم ملحوظ فيها , حيث استخدم الجيش الأمريكي طريقة الزراعة دون تربة في إمداد الجنود بالخضر الطازجة بإنشاء وحدات مساحتها 55 فدان في اليابان في جزيرة Ascension , وبعد إنهاء الحرب والتأكد من نجاح هذه الطريقة توالت الأبحاث لتطوير هذا المجال .
في الحقيقة إن نظام الزراعة بدون ارض معروف منذ زمن بعيد و الدليل على ذلك حدائق بابل المعلقة وحدائق المكسيك و الصين العائمة , وأكد المؤرخون أن الفراعنة قد قاموا بتسجيل كتابات على مقابرهم تؤكد استخدامهم هذه الطريقة .
وفي عام 1955 بدأ انتشار طرق الزراعة اللاأرضية في عدد من دول العالم مثل إيطاليا و أسبانيا و فرنسا و إنكلترا و ألمانيا و السويد في مساحات محدودة وبتطور صناعة البلاستيك و المضخات المائية وساعات التوقيت وغيها من الأدوات المستخدمة في مثل هذه الأنظمة أخذت الزراعة اللاأرضية خطوة واسعة إلى الأمام حيث تحولت من الزراعة التقليدية إلى الزراعة التكنولوجية .
ثانيا - أنواع المزارع اللاأرضية :
تقسم الزراعة بدون تربة إلى قسمين أساسين :
القسم الأول : هو الزراعة في البيئات الصلبة التي تقوم مقام التربة وتعرف بـ
Soil aggregates culture
القسم الثاني : هو الزراعة في المحاليل لمغذية Solution culture والذي يعرف بالهيدروبونيكسHydroponics أو ما يعرف بالزراعة المائية.
ثالثا - مزارع بالهيدروبونيكس Hydroponics :
الـ Hydroponics كلمة يونانية تعني العمل بالماء كترجمة حرفية, وهي أحد أقسام الزراعة اللاأرضية وتشمل أنواع المزارع التي تنمو فيها النباتات في المحلول المغذي كبيئة أساسية للنمو.
ولهذه المزارع العديد من الأنواع أهمها :
مزارع المحاليل الغذائية الساكنة
مزارع المحاليل الغذائية المتدفقة
مزارع الأغشية المغذية
المزارع الهوائية
رابعا - لماذا الزراعة المائية:
من خلال التطبيق العملي للمزارع اللاأرضية في كثير من دول العالم وجد أنها تحقق عدة مزايا وأهداف من الأهمية بمكان أن توضع في الاعتبار عند صانعي قرارات السياسة الزراعية على مستوى الأفراد و المجتمعات و الدول حيث إنها :
عزل النباتات عن التربة وبالتالي نتلافى جميع الأمراض إلى مصدرها التربة كالنيماتودا وفطريات الذبول
تضاعف الإنتاجية إلى حوالي 15ضعف في الظروف المثالية وفي سوريا نجحت بعض التجارب في مضاعفة الإنتاجية 5 – 3 أضعاف.
الحصول على إنتاج صحي خالي من الأثر المتبقي للمبيدات , حيث أننا لا نستخدم المبيدات إلا نادرا بل نلجأ للقيام بالمكافحة المتكاملة , وفي سوريا تم الحصول على إنتاج موسم كامل من البندورة برش مبيد نحاسي وقائي لمرة واحدة فقط .
ارتفاع صفات الجودة النوعية ,حيث أننا نؤمن الكميات المثلى من العناصر الغذائية وبالتالي فإننا نتجنب تراكم عنصر في الثمار أو نقص عنصر آخر مما يعطي ثمار ذات مواصفات وطعمة ممتازة مقارنة مع الزراعة التقليدية , وحتى لو قمنا بتحليل تربة الزراعة التقليدية فسيكون للعناصر الكبرى فقط , بينما الزراعة المائية تعنى بالعناصر الكبرى والصغرى .
تأمين تهوية مناسب للجذور
تخفيف اليد العاملة لأننا لا نقوم بعمليات حراثة,عزيق,تعشيب..
صديقة للبيئة, حيث لا آثار متبقية لمواد التعقيم والمواد السامة, وليس هناك غسل للعناصر.
يمكن استخدامها في الأماكن التي لا تحتوي على تربة مثل السفن (كما حدث في الحرب العالمية الثانية مع جيوش الحلفاء) .... .
توفر كفاءة عالية في استخدام مياه الري حيث لا تفقد إلا عن طريق النتح مما يوفر 20 – 50 % من المياه المستخدمة في حالة الزراعة في التربة .
كفاءة عالية في استخدام الأسمدة حيث لا يوجد فقد ولا تثبيت.
تجانس المحلول المغذي وسهولة ضبط تركيز العناصر فيه .
وسيلة من وسائل التكثيف الزراعي .
عند استعراضنا للدول المتبنية لطرق الزراعة المائية نجد أن هولندا هي الدولة الأولى من حيث المساحات والإنتاج , وأسم هولندا في أسواق أزهار القطف ونباتات الخضر لا يخفى على أحد وهذا طبيعي ولكن المفاجئة أن هولندا لم تكن تعرف هذه الزراعة – الزراعة المائية – قبل عام 1975 وفي خلال20 عام تحولت هذه الدولة الصغيرة إلى أكبر دولة مصدرة لأزهار القطف ونباتات الخضر, لذلك فعلينا الاهتمام بالزراعة المائية وعدم التذرع بوجود الأراضي الواسعة الغير مستثمرة .
سلبيات الزراعة المائية : 1 - حاجتها الدائمة للتيار الكهربائي
2 - تكلفتها البدائية عالية في السنة الأولى ولكنها قليلة في السنوات اللاحقة
خامسا - العناصر الأساسية في تغذية النبات :
يبلغ عدد العناصر التي توجد في أنسجة النبات المختلفة 60 عنصرا ولكن 16 عنصر فقط من هذه العناصر يعتبر أساسيا في تغذية النبات كما في الجدول (1), وتتميز هذه العناصر بما يلي:
لا تستطيع النبات أن يكمل دورة حياته في غياب هذه العناصر.
العنصر له دور متخصص ومميز ولا يستطيع أي عنصر آخر أن يحل محله.
تمتص عن طريق الجذور والأوراق ولا تنشأ من العليات التحويلية داخل النبات.
عدم وجود العنصر الأساسي أو نقصه ينشأ عنه ظهور أعراض مرضية توجب العلاج
جدول (1) العناصر الأساسية لتغذية النبات