هذه النبتة لديها القدرة على التعلم والحفظ، هذا ما يقوله علماء الأحياء!
تمتلك نبتة الميموسا Mimosa ذاكرةً طويلة الأمد، بالإضافة لقدرتها على التعلم. هذا ما يقوله علماء الأحياء!
من خلال استخدام الإطار التجريبي ذاته الذي عادةً ما يطبق على الحيوانات لإستدراك ردة فعلها؛ أثبت بيولوجيون من استراليا وإيطاليا نجاح نبتة الميموسا بوديكا Mimosa pudica—والتي تستوطن في جنوب ووسط أمريكا—في قدرتها على التعلم والتذكر كما لو كانت كالحيوانات.
نبتة الميموسا بوديكا Mimosa pudica تعرف أيضا بالـ(النبتة الحساسة) أو بـ(نبتة لا تلمسني ‘touch-me-not’)، قامت الدكتورة Gagliano من جامعة غرب استراليا وزملائها بتصميم تجاربهم كما لو كانت بالفعل كالحيوان؛ فقد درّبوها على بيئة ذات ضوء خافت وساطع على كلتا ذاكرتيها القصيرة وطويلة الأمد، وفِي تلك الأثناء قاموا بتنقيط المياه عليها بواسطة جهاز مصمم خصيصا لتأدية مثل هذا العمل.
أظهر العلماء كيف أن النبتة توقفت عن ضمَّ أوراقها بعدما أدركت أن الماء المنقط عليها لن يسبب لها أي أذى. اسطاعت النباتات اكتساب سلوك في غضون ثوانٍ مثل الحيوانات، كما أنها أظهرت قدرة أسرع على التعلم في بيئة ملائمة لها.
كانت هذه النباتات قادرة على تذكر ما تعلمته لعدة أسابيع بشكل ملحوظ، حتى بعد تغيير الظروف البيئية.
المثير للدهشة هو أن نبتة الميموسا تستطيع إظهار الإستجابة المُتعلمَة عند ابقائها دون ازعاج في بيئة ملائمة لمدة أكثر من شهر. إن تغيير السلوك طويل الأمد نسبياً هو نتيجة للخبرات المكتسبة، ويطابق استمرار آثار التعود لدى الحيوانات.
قد تفتقر تلك النباتات للعقل والأنسجة العصبية، لكنها تمتلك شبكة متطورة قائمة على الكالسيوم في خلايها مشابهةً للحيوانات.
اجمع علماء الأحياء على أن الأساس البيولوجي لآلية تعلم نبتة الميموسا لم يفهم بعد، فالتجربة كانت ذات أثر كبير، وهذا ما غيّر طريقة نظرهم للنباتات وللحدود الفاصلة بينها وبين الحيوانات، وأيضاً لتعريف ”التعلم“ كصفة خاصة بالأعضاء المدارة عن طريق جهاز عصبي.