الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــ قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة: ﴿... تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾[الآية:187]
وقال عز وجل في نفس السورة: ﴿...تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [الآية: 229 ]
ӿ ـــ قال ابن خفاجة: «إنْ قلتَ: لِمَ قال هنا ﴿فَلا تَقْربُوهَا﴾ وقال في التي بعدها ﴿ فلا تعتدوها ﴾؟.
قلتُ: لأن الحدَّ هنا نهيٌ وهو قوله ﴿ولا تُبَاشِروهنَّ﴾ وما كان من الحدود نهياً، نُهيَ فيه عن المقاربة.
والحدُّ فيما بعدُ أمرٌ، وهو بيان عدد الطلاق بقوله ﴿ الطَّلاقُ مرَّتَانِ الآية، وما كان أمراً نُهيَ عنه عن الاعتداء وهو مجاوزة الحدِّ. »(فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن/ص:54)
۞۞۞۞
ӿـــ ӿ ــ وقال الشيخ السعدي: »{تلك} المذكورات - وهو تحريم الأكل والشرب والجماع ونحوه من المفطرات في الصيام، وتحريم الفطر على غير المعذور، وتحريم الوطء على المعتكف، ونحو ذلك من المحرمات {حدود الله} التي حدها لعباده، ونهاهم عنها، فقال: ﴿فلا تقربوها﴾أبلغ من قوله: "فلا تفعلوها "لأن القربان، يشمل النهي عن فعل المحرم بنفسه، والنهي عن وسائله الموصلة إليه. والعبد مأمور بترك المحرمات، والبعد منها غاية ما يمكنه، وترك كل سبب يدعو إليها، وأما الأوامر فيقول الله فيها: ﴿تلك حدود الله فلا تعتدوها﴾فينهى عن مجاوزتها.»( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان /ج1 /ص:85)
۞۞۞۞
ӿ ـــ ويقول الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى في تفسيره : «حدودُ الله هي ما شرعه الله تعالى لعباده حداً مانعاً بين الحل، والحرمة. وحدودُ الله تعالى إما أن تَرِدَ بعد المناهي, وإما أن ترد بعد الأوامر, فإن وردت بعد الأوامر فإنه يقول: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا﴾، أي آخر غايتكم هنا، ولا تتعدوا الحدَّ. ولكن إن جاءت بعد النواهي فإنه يقول: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا﴾، لأن الحق يريد أن يمنع النفس من تأثير المحرَّمات على النفس فتلحُّ عليها أن تفعل، فإن كنت بعيداً عنها فالأفضل أن تظل بعيداً. »[ تفسير الشعراوي/ موقع التفاسير]