يعد الفرنسي أنطوان جريزمان معدوم الفرص في دخول سباق الفوز بجائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم التي سيتم الكشف عن الفائز بها مساء غدٍ الإثنين في زيوريخ.
هذا التوقع ليس انتقاصا من قيمة جريزمان ، بل هو ترجمة لواقع الحال في ظل سيطرة النجمين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على الجوائز الفردية منذ سنوات طويلة.
جريزمان سينضم لكوكبة لامعة من اللاعبين الذين وضعوا نصب أعينهم إنجاز المهمة المستحيلة، كسر احتكار رونالدو - ميسي، ولكنه أمر ليس هينا، وبعبارة أخرى يظهر كأمر مستحيل رغم أن الأرقام والإحصائيات تدل على عكس ذلك.
ينظر المتابعون والمشاركون في الاستفتاءات المختلفة إلى "الدون" البرتغالي و"البرغوث" الأرجنتيني على أنهما سيدا اللعبة بدون منازع، هم ينبهرون على الدوام بمهارات هذا الثنائي وأهدافهما الغزيرة وقدراتهما الفردية الاستثنائية، وينسون - في أحيان كثيرة - مجتهدين آخرين يصب أداؤهم الخارق في إناء الصالح العام.
جريزمان ما هو إلا امتداد لهؤلاء اللاعبين الذي حققوا إنجازات كبيرة على مدار الأعوام الست الماضية مثل الهولندي ويسلي شنايدر، والأوروجوياني دييجو فورلان، والألماني مانويل نوير، والإسباني أندريس إنييستا.
لنستعيد شريط الذكريات الكروية في العام المنصرم، بدأ جريزمان يثبت قدميه كنجم أوحد في تشكيلة أتلتيكو مدريد بفضل أهدافه المتتالية التي وضعت الفريق في موقف منافس بالدوري الإسباني.
أحرز اللاعب الفرنسي 22 هدفا في الليجا، و3 في الكأس، و7 في دوري أبطال أوروبا، ليقود الروخيبلانكوس إلى المباراة النهائية التي شهدت إضاعة جريزمان لركلة جزاء كانت كفيلة بإهداء أتلتيكو اللقب القاري.
فشل جريزمان في تنفيذ الركلة، ومضى الجار ريال مدريد ليحرز اللقب بركلات الترجيح، ولم يحظ المهاجم الأشقر براحة مستحقة، فانضم إلى منتخب بلاده المستضيف لنهائيات كأس اوروبا 2016، نفض عن نفسه غبار الثقل الذي رافقه في المباراة الأولى، ليتوج هدافا للبطولة بنهايتها برصيد 6 أهداف، وأحرز أيضا جائزة أفضل لاعب في البطولة بعدما قدم أميز أداء فردي فيها.
هذا المشوار اللافت للاعب الفرنسي يثير التساؤل حول متطلبات إحراز الجوائز الكروية الفردية، في عصر يتحكم فيه رونالدو وميسي بخيوط المنافسة، بحكم تمثيلهما لريال مدريد وبرشلونة، وسيطرتهما على واجهة الكرة الإعلامية والإعلانية، وسرقتهما لقلوب الإعلاميين والنقاد.
ماذا لو أضاع رونالدو ركلة ترجيحية في نهائي دوري الأبطال وتسبب في حرمان ريال من اللقب الحادي عشر؟ ولماذا يتفوق ميسي على جريزمان في الترشيحات رغم إهداره ركلة ترجيحية حرمت الأرجنتين من رفع كأس كوبا أمريكا؟
سيذوق جريزمان من الكأس ذاتها الذي ذاق منها مواطنه فرانك ريبيري عام 2013، فقد أحرز اللاعب الفرنسي المخضرم ثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال مع بايرن ميونيخ الألماني دون أن يملك أدنى فرصة أمام رونالدو وميسي.
الأمر ذاته ينطبق على إنييستا، أفضل لاعب في كأس أمم أوروبا 2012 وصاحب هدف الفوز في نهائي كأس العالم 2010، وماذا عن شنايدر الذي أحرز لقب الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا مع إنتر ميلان ووصل إلى نهائي كأس العالم 2010؟ وكيف شعر نوير وهو ويرى نفسه متأخرا بفارق كبير أمام الثنائي الشهير رغم رفعه كأس العالم؟
هل هي الأهداف التي تحدد نجومية اللاعبة وتميزه فرديا؟ إذا كان هذا صحيحا لفاز لويس سواريز بجائزة العام الحالي عن جدارة واستحقاق، وهل للمحات الفردية دور أيضا؟ سيكون السويدي زلاتان إبراهيموفيتش أكثر المغتبطين لصحة هذه النظرية.
صحيح أن رونالدو يستحق الفوز بجائزة العام الحالي، وصحيح أيضا أن ميسي استحقها في مرات سابقة، لكن الهيمنة غير المسبوقة على الساحة الكروية منذ العام 2008 يسرب اليأس في نفوس آخرين ربما يكونوا أقل بريقا.. لكن أكثر استحقاقا.
www.kooora.com