TODAY - July 21, 2010
التيار الصدري: لم نبرم اتفاقا مع المالكي ولا علاوي.. لكن الأخير يبدي مرونة كبيرة
شرطي يستطلع امس موقعا لانفجار سيارة مفخخة قرب مقهى في مدينة بعقوبة (ا ف ب)
بغداد – اميمة يونسقالت مصادر في التيار الصدري وأخرى في القائمة العراقية امس الثلاثاء، ان لقاء مقتدى الصدر مع رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، لم يتضمن الحديث عن اية تنازلات لكنه شهد "مرونة عالية" شجعت رجل الدين الشاب على دعوة رئيس الحكومة نوري المالكي الى ابداء مثلها.
وعقد المالكي اجتماعا مع غريمه الابرز علاوي امس، دون ان تتكشف اي تفاصيل عما حصل خلاله، لكنه يحظى بأهمية كبيرة كونه جاء بعد يوم واحد من لقاء علاوي بالصدر برعاية الحكومة السورية امس الاول الاثنين، في اطار بحث تشكيل الحكومة بعد اكثر من 4 شهور من الفراغ السياسي.
ويتردد ان دمشق تعترض على الصفقة التي تحاول طهران ابرامها بين الاطراف الشيعية لتشكيل الحكومة المقبلة، ووصف زعيم جبهة الحوار صالح المطلك الامر بأنه "محاولة من دمشق لتعديل الصفقة" وإشراك تركيا في الامر في الوقت نفسه.
وكشف مصدر مطلع في القائمة العراقية ان الصدر اطلع خلال اللقاء الذي جمعه بعلاوي في دمشق على البرنامج الحكومي للقائمة العراقية، مؤكداً لـ"العالم" ان علاوي "اطلع الصدر على برنامج قائمته الحكومي، فضلاً عن مناقشة جملة من المواضيع المحددة، خاصة في ما يتعلق بموضوع اجتثاث البعث".
وتابع طالبا عدم كشف هويته "تم التوصل الى اتفاق يقضي بعدم تسييس هذا الموضوع مع ضرورة الفصل بين البعثيين وبين الصداميين وان لا يؤخذ البعثي بجريرة الصداميين" بحسب قوله.
وكان علاوي وصل مساء امس الاول الى بغداد عائدا من دمشق التي التقى فيها زعيم التيار الصدري في لقاء سعى رئيس كتلة القائمة العراقية ورئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي لكسب تأييد رجل الدين الشيعي السيد مقتدى الصدر من اجل تشكيل حكومة عراقية جديدة وذلك في اول لقاء جمع بينهما منذ العام 2003.
واضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، "تم التطرق الى موضوع المصالحة الوطنية وتفعيله بالطريقة التي تدفع به الى الامام، كذلك التاكيد على ضرورة اشراك كافة الكتل السياسية بتشكيل الحكومة المقبلة".
وفيما اذا قدمت العراقية تنازلات خلال اللقاء قال المصدر "لا اعتقد ان هناك تنازلات تذكر حصلت خلال اللقاء، لكن من الممكن ان يكون هناك اتفاق يتم التنازل من خلاله عن بعض المواقع خاصة وان الصدر اعلن عدم اعتراضه تولي علاوي رئاسة الحكومة، او جاء الحديث عن تنازلات من اجل تطييب خواطر بعض الاطراف او دعوة للمالكي للتنازل عن بعض القضايا" بحسب قوله.وحول اللقاء المزمع مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي قال "ان اللقاء سيتم بناءً على طلب دولة القانون" رافضاً الكشف عن المزيد.
في غضون ذلك قال نائب صدري بارز طلب عدم ذكر اسمه، ان الصدر "لمس مرونة عالية من علاوي خلال لقاء دمشق، دون ان تحصل اي تنازلات محددة" مشيرا الى ان ذلك هو الذي دعاه الى ان يطلب من المالكي تقديم مرونة مماثلة.
وقال النائب "نحن في التيار الصدري نمثل حاليا، الطرف الاقوى في العراق" مؤكدا ان كتلته "لم تبرم اتفاقا نهائيا لا مع علاوي ولا مع المالكي، وإنما هي مبادرات حول تفاصيل مهمة ننتظر ان تظهر نتيجتها خلال الايام المقبلة".من جانبه، يرى حيدر الجوراني، عضو ائتلاف دولة القانون ان ما اشار اليه زعيم التيار الصدري بشأن التنازلات التي يجب ان يقدمها المالكي تتمحور بالدرجة الاساس على "مطالبة الصدريين تقديم مرشح غير المالكي لمنصب رئاسة الحكومة".
ويقول الجوراني في حديث لـ"العالم" ان الصدر يريد من خلال حديثه عن التنازلات "ان يقدم ائتلاف دولة القانون مرشحا آخر غير المالكي لتولي منصب رئاسة الحكومة، لكن دولة القانون لا ترى مصلحة او ضرورة تدعو الى استبدال مرشحنا الوحيد، على اعتبار ان الاعذار المقدمة غير منطقية سواءً تلك التي ساقتها العراقية او اطراف اخرى".
ويعتبر الجوراني المطالب تلك "نتيجة النظرة الحزبية الضيقة لهذه الاطراف، الامر الذي انعكس على نفوس قادتها".
واشار الجوراني الى ان العراقية "اعترفت ضمنياً بان التحالف الوطني يعد الكتلة الاكبر التي تشكلت تحت قبة البرلمان، وذلك خلال حديث زعمائها في اجتماع ممثلي الكتل الذي رأسه رئيس الرلمان المؤقت فؤاد معصوم الاحد الماضي، حيث اكد ممثل العراقية حيدر الملا بأن العراقية لم تكن تعرقل تشكيل الحكومة، بل رمى الكرة على التحالف الوطني وهذا الحديث بحد ذاته نعده اعترافاً بتفسير المحكمة الاتحادية بشأن الكتلة الاكبر خاصة وانها كانت متمسكة بكونها الكتلة الاكبر كونها الكتلة الفائزة بالانتخابات النيابية".
الى ذلك، اشار جلال الدين الصغير، عضو الائتلاف الوطني والقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي، الى ان تصريحات الصدر تأتي ضمن محاولة التوافق بين الاخير وبين المالكي على جملة من القضايا التي طرحوها للمناقشة فيما بينهم خلال الايام القليلة الماضية.
ويوضح الصغير لـ"العالم" ان اصل الحوار "يتجه الى ان يكون هناك توافقا بين الطرفين ومن سيفي للاخر بهذه الاتفاقات التي لا يمكن التكهن بها سلفاً" لحسب قوله.
وحول لقاء العراقية والصدر أكد الصغير "اعتقد ان القائمة العراقية والائتلاف الوطني لديهما الكثير من الانسيابية التي لن تثمر الا مع وجود تنازلات خاصة وان اية حالة باتت تجمع العراقيين لا تتم بدون تنازلات لاسيما وان حوارا او اتفاقا لا يتسم بالجدية ما لم تحصل به بعض التنازلات".
alalem