8 يناير,2017
نهر النيل أحد أشهر الأنهار على الإطلاق وأطولها في العالم بطول يصل حتى 6650 كلم. يقع في القارة الأفريقية وينساب إلى جهة الشمال.
وإن كنت لمَّاحًا، فقد يُثير فضولك اتجاه انسياب نهر النيل. فلمَ تنساب مياه النهر في ناحية الشمال وليس حسب الاعتقاد الشائع للجنوب؟
هل يشذ نهر النيل عن الفرضية بأن جميع الأنهار تنساب للجنوب ؟
تتدفق مياه نهر النيل بهذا الاتجاه بناءً على سمات الأرض المميزة “طبوغرافية الأرض”. حيث تنحدر الأرض في اتجاه الشمال جاعلةً مياهه تتدفق بهذا الاتجاه.
هذه الحقيقة تُفنِّد الاعتقاد الشائع أن باطن الأرض يُسبب تدفق الأنهار للجنوب. كما أنها تتنتاقض مع الادعاء بأن الاتجاهات الأربعة هي ما تُحدد التضاريس أو ارتفاع الأرض.
فعلى الرغم من أن الاعتقاد الشائع أن الأنهار المتدفقة ناحية الشمال تشذ عن الطبيعة، لكن تبيَّن أن الأمر الوحيد الذي يُؤثِّر على اتجاهها هو الجاذبية.
فحسب طبيعة الأرض التي يتدفق فوقها النهر وارتفاعها، تنساب مياه النهر من المنطقة المرتفعة إلى المنطقة المنخفضة. ونهر النيل ليس الوحيد الذي يتدفَّق باتجاه الشمال، إنما هناك العديد من الأنهار الأخرى، والاعتقاد الشائع أن جميع الأنهار تتدفق للجنوب ناشئ عن الطريقة التي يتعلم بها الطلاب للجغرافيا.
البعض يتحجج بالخريطة بأنها تُظهر الأنهار تتدفق جنوبًا، لكن الواقع أن الخرائط ثنائية الأبعاد، تُظهر الشمال يتجه للأعلى والجنوب يتجه للأسفل، لذلك، فمنطقيًا ستهوي مياه الأنهار للأسفل باتجاه الجنوب.
لكن الحقيقة أن الأرض تدور حول محورها، والجاذبية الأرضية تمنع المحور السفلي للأرض من السقوط والانجراف للأسفل، لذلك، ليس بالضرورة أن تتحكم الاتجاهات الأربعة بتضاريس الأرض، إنما تسير الأنهار وفق الجاذبية واتجاه انحدار الأرض.