حملة دي ألبوكيرك
في العصر النبهاني عام 1513 ميلادية، كان البوكيرك يهدف من وراء دخوله البحر الأحمر إلى النزول في سواحل تهامة من اجل تدمير الكعبة والوصول إلى المدينة المنورة ونبش قبر الرسول الكريم محمد (عليه الصلاة والسلام) تنفيذا لوصية الملك عمانوئيل باقتلاع جذور الإسلام وضربه في عقر داره.
وتركزت خطته التي أراد تنفيذها على النحو الآتي:
1) العمل على تجهيز (ستة عشر الف) فارس برتغالي من بحّارة الإسطول وإنزالهم في ميناء جدة بعد الحصول على الخيول من الحبشة، تمهيداً لاحتلال مكة ، كما ارسل السفن الى ينبع ومن هناك يتجه الفرسان إلى المدينة المنورة حيث مسجد رسول الله لنبش قبره الشريف والاستيلاء على كل الكنوز الإسلامية الثمينة في المسجد ونقلها مع رفات رسول الله خارج جزيرة العرب تماما، وبذلك يستطيع ملك البرتغال مساومة المسلمين بافتداء الرفات مقابل تسليم كنيسة القيامة في القدس لهم.
حين وصل اسطول دي البوكيرك الى بحر العرب، تعرض للقصف من مدافع الاسطول العماني بقيادة الربان ابراهيم الذهلي، فغرقت له 3 سفن في بحر العرب، فلجأ البوكيرك الى اثيوبيا وظل طويلا لكي يجمع الممد من الصومال واثيوبيا.
ارسل الربان ابراهيم الذهلي رسالة إلى اهل السراة وتهامة (إن النصارى قادمون إليكم .. يريدون النزول بتهامة .. فأعدوا لهم ما استطعتم)
اجتمع اعيان تهامة مع القبائل في الحجاز، وقرأ عليهم نص رسالة، فأعدوا خطة لمواجهة النصارى، وجمعوا قبائل الحجاز والسراة وتهامة ووزعوا الجيش في جدة ومكة.
معارك الاسطول العماني مع الاسطول البرتغالي في البحر الاحمر
يقول دي البوكيرك :
” إن ملك الحبشة كان يتحرق شوقا لرؤية هذا المشروع ينفذ على يد البرتغاليين”
بعد ان وصله المدد من ملك الحبشة، انطلق دي البوكيرك ليلا ودخل البحر الاحمر، ولكن أحلام البوكيرك ذهبت أدراج الرياح حين تصدى له العرب في جدة وعلى رأسهم 8 الاف فارس من قبيلة بنو مخزوم وبنو عدي وبنو زهرة وبنو تغلب، فقتلوا جنوده، واستمرت المعركة 3 ايام، مما جعل بقية الفرسان البرتغاليين يقبعون في سفنهم، حتى وصل الاسطول العماني وضرب السفن البرتغالية، فأنسحب دي البوكيرك من جدة والتحق بجنوده الى ينبع، فتبعه الاسطول العماني بقيادة ابراهيم الذهلي ودارت بينهم معركة بالمدافع.
استشهد في جده اكثر من خمسون من بنوزهرة وثلاثون من بنومخزوم واثناعشر من بنوعدي واكثر من خمسون من بنوتغلب، حسب السجلات والاحصائيات اضافة الى اكثر من مائة شهيد من جنود القبائل الاخرى.
مدافع برتغالية في جدة من مغانم الاسطول العماني بقيادة ابراهيم الذهلي في معركة دي البوكيرك
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
بالقرب من ينبع اغرق الاسطول العماني سفينتين للبرتغال وحاصروا مابقي من اسطول دي البوكيرك، وبسبب إصابة عدد من رجال دي البوكيرك بالأمراض أيضا وموت بعضهم نتيجة الاصابة بالاسهم والظروف المناخية القاسية وحصارهم في البحر الأحمر وندرة المياه والطعام، رمى دي البوكيرك بجثث جنوده في البحر، وقرر الخروج من البحر الاحمر بسفينتين وهما ماتبقى من اسطوله.
ويروي البوكيرك أيضا قصة ذلك التحذير السماوي الذي شاهده عيانا هو وضباطه ليلا حينما كان يضع خطة الهجوم على ينبع صباح اليوم اللاحق. وتمثل ذلك التحذير بلمعان من الوهج واللهب لم يلبث أن تحول إلى كتلة من النار المخيفة في السماء فوق تهامة والمدينة المنورة بالذات، ثم تقدم هذا اللهب ـ كما يقول البوكيرك ـ وتوقف فوق سفن البرتغاليين لمدة قصيرة، ثم تحرك سريعا صوب الحبشة واختفى هناك.
فأصيب البرتغاليون بالذعر من تلك المعجزة، ولم يلبث البوكيرك أن اصدر أوامره بالعودة حالا، وقفل راجعا خائبا بعد أن ذاق الامرّين بسبب الاسطول العماني وتحصينات تهامة ومقاومة أهلها له ومقتل عدد من رجاله وغرق السفن