أن تكون بلا أنثى ، هو ذلك الجوع بعينه !
حدث وأن نزلت للبحر لأمارس السباحة ، كان الجو بارد جدا ، لا أحد يسبح سواي .. الكل ينظر الي بعين النقد ، لم أكترث لأحد منهم ، مارست هوايتي بكل أمانة .. ابتعدت عن الشاطئ وذهبت الى " العميق" ، استرخيت وأصبحت عائم الى عائم جزئي ، أصيبت قدمي اليسار بشدّ عضلي شديد ، حاولت أن لا أتحرك ، وكان الجو بارد مما زاد " الطين بلّه " والشدّ علّه ..لا أستطيع الحراك كما هو الحال في التنفس لأنني أصبحت غريقاً وسط البحر ، في بادئ الأمر أعتمدت على قدرتي الفتاكة في "كتم الأنفاس" لمدة طويلة ، لعل الشدّ يفك وأخرج بسرعة ..من قوة الألم صرخت وأنا أمسك قدمي اليسرى وأقول " فك وانا أفك"..
دخلت في غيبوبة بعد أن أعياني كتمي لأنفاسي لأكثر من 3 ساعات ..صحيت بعد 17 ساعة وانا في قاع البحر ..والسمك متجمع حولي وكأني فريسة لهنود حمر في غابة" رغدان"
فتحت عيني لقيت " بلطيّة" متبرقعة ..واقفة عند رأسي وهي تردد آيّة الكرسي ، وتدعي لي بالشفاء العاجل ، كانت أنثى الحريد تكاد أن تلامس وجهي عندما فتحت عيني لقيتها " مبحلقة" عينها فيني ..خافت وابتعدت عندما رمشت بعيني ..في الطرف السفلي من جثماني كانت ترقد عند قدمي الآنسة " هامورة ، كانت شقراء واضح أنها من طبقة هاي لايف ..جلست القرفصاء وأنا أنظر حولي هل بالفعل انا داخل البحر بين من كنت أفترسهم يوم الجمعة على الغداء .؟
لم اطيل النظر حتى أستطاعوا بقوة "رجل واحد" على سحبي وربطي في الشعب المرجانية ، وأخذوا يطبلون وهم يبرمون حولي ..وفجأة سكت الجميع ودخل عمدة الحارة ..بلباسة التقليدي " غبانة" وسجادة يضعها على كتفه ..أنه الأخطبوط " الكلماري اللذيذ" ..يطلق ضحكة ..ويرحب ويهلي بي ..وتونست معه في مجلسة وأكرمني خير إكرام وأمر مدير الأحوال المدنية في الحارة بتغير اسمي من صقر الى قرش البحر وأخبره بأنه يجب أن يزوجوني بمن تليق بي ، فبحثت الخاطبة " استكوزا" عن فتاة تليق بي ، وأحضرت لي " فرس البحر" تقول للقمر قم وأنا أجلس مكانك ، تم عقد القران ، وذهبت واستخرجت البطاقة السكنيه ، وعشت بينهم وخلفت صبيان وبنات ..!
وقسم بالله كان أحد أحلامي الخنفشارية ..لا يعلم به أحد سوى من أتصل بي عقب ما صحيت من نومي مفزوع اسم الله عليّ