البحرين في مقدمة دول العالم المهددة بنضوب الموارد المائية... والسعودية التاسعة
أعد معهد الموارد العالمية «World Resources Institute» دراسة عن أكثر الدول المعرضة لنضوب موارد المياه العذبة بحلول العام 2040، واعتمد على أربعة معايير، هي حجم الاستهلاك، وحجم المخزون المائي، ونسبة الاستهلاك إلى المخزون، والتغيرات الموسمية المتوقعة كل عشر سنوات، وتصدرت دول الشرق الأوسط القائمة المخيفة.
وذكر التقرير أكثر الدول المهددة بنضوب الموارد المائية، وفي مقدمتها البحرين تليها، الكويت، قطر، سان مارينو، سنغافورة، الإمارات، فلسطين، السعودية، عمان.
وأشار التقرير إلى أن الطلب على الماء العذب سيشهد ارتفاعا حادا خلال العقود المقبلة؛ نتيجة تزايد أعداد سكان العالم والذي سيزيد بدوره طلب الشركات والمزارع والبشر على المياه، كما سيدفع زيادة حجم الطبقة الوسطى على مستوى العالم الطلب على المنتجات الزراعية الأكثر استهلاكًا للماء، كاللحوم وكذلك الطلب على الكهرباء.
على الجانب الآخر من المعادلة يُتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية إلى تغييرات جذرية في نسب توزيع الماء على سطح الأرض، إذ سيضرب الجفاف بعض المناطق، بينما تضرب الفيضانات بعضها الآخر، فتصبح بعض الدول أكثر فقرًا في موارد المياه بينما تصبح دول أخرى أغنى في هذا المورد الثمين.
وفي ضوء ما سبق قام “WRI” بإجراء دراسة هي الأولى من نوعها التي أعدها المعهد حول أكثر الدول المعرضة للضغوط المستقبلية للماء على ثلاث فترات وهي، حتى العام 2020 و2030 و2040، وشملت الدراسة 167 دولة، وكشفت أن 33 دولة منها ستواجه شحًّا شديدًا في مصادر المياه بنهاية تلك الفترة ما يؤثر سلبًا على الأمن القومي والنمو الاقتصادي بتلك الدول.
وتقع 14 دولة من قائمة الـ 33 في منطقة الشرق الأوسط التي تعد بالفعل أقل مناطق العالم أمانًا من حيث المصادر المائية العذبة، وتعتمد الكثير من دولها على المياه الجوفية وتحلية مياه البحر.
ولفت التقرير إلى أن العنف والاضطرابات السياسية التي تضرب المنطقة شغلت أنظار العالم عن الأزمة الأخطر التي تنتظرها وهي شح الموارد المائية.
كما حث حكومات هذه الدول على تطبيق برامج ترشيدية لاستهلاك الماء من الآن للحفاظ على مخزونها المائي قدر المستطاع، وفي هذا السياق أشار إلى عزم السعودية على الاعتماد على الاستيراد في توفير جميع احتياجاتها من الحبوب الغذائية بحلول العام 2016 لترشيد استهلاك الماء لأغراض الزراعة بعد أن كانت تعتمد على الإنتاج المحلي بصورة كاملة لعقود طويلة.
وعلى صعيد الدول العربية الأخرى جاءت لبنان في المرتبة الـ 11، والأردن الـ 14، وليبيا الـ 15، واليمن الـ 16، والمغرب الـ 19، والعراق الـ 21، وسورية الـ 25، والجزائر الـ 30، وتونس الـ 33.
واستبعد التقرير أن تتعرض الاقتصادات الكبرى في العالم مثل الولايات المتحدة والصين والهند لحجم المخاطر نفسها التي تحدق بمنطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بنضوب مخزون الماء، لكنها ليست بمنأى تماما عن هذه المخاطر، فهناك مناطق بعينها في كل من هذه الدول ستواجه نقصًا حادًّا في مخزونات المياه يصل إلى ما بين 40 و70 في المئة خلال الـ 35 عاماً المقبلة مثل جنوب غرب الولايات المتحدة وإقليم “Ningxia” في الصين.
ودعا قادة العالم إلى اتخاذ مواقف أكثر حسما فيما يتعلق بالتغيرات المناخية خلال اجتماعهم بقمة المناخ الدولية المرتقبة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في العاصمة الفرنسية (باريس).