أذن الله أن ترفع
البقيع جّنتنا المسلوبة
إذا كان ثمة بقعة في الأرض ما زالت تحتفظ بأجواء السقيفة وأنفاس أصحابها .. فلن يكون سوى البقيع ..
وإذا كان هناك بقعة في الأرض تطفح بأمواج الكوثر الذي انساب من كف محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله .. فهي أرض البقيع
مفارقة هي الأعجب ..!!
حين تتردد بين القبة الخضراء وقضبان الحديد .. ترى في الطريق بينهما متناقضين
حاقد يتطاير شرر الضغينة من عينيه ويلف الحقد سحنته .. وعاشق يذوب جوى .. تتسحب أقدامه .. يقصر الخطا .. كأن رجليه تأبى أن تفارق الجنة ..
هو لا يرى قباب ولا منائر .. لكنه منغمس في أنهار الجمال ..
هو لا يرى بناء ولا عماره .. لكن قلبه عامر بشهوده ..
لم تعلم اليد التي تجاسرت على حرمة البقيع فهدمت أبنيته أنها لا يمكن أن تمتد لما بناه آل محمد في الأرواح ..
لم تعلم أن الواقف خلف أسوار البقيع يعيش جنة روحه .. فها جود الحسن يراوده .. وسجود العابد يجذبه , وعلم الباقر يرويه , وصدق الصادق يصافحه .. ويدير الطرف وإذا عين محمد ترعاه , وعباءة الزهراء تظلله ...
مازالت جنة البقيع أنهارها جارية ,, وقطوفها دانية .. لأنها بحق ( بيوت أذن الله أن ترفع)
هيئة إحياء الولاية