غالبًا ما نبكي حين تسيطر علينا مشاعر الحزن، وقد نبكي أحيانًا حين نشعر بالفرح، لكن البعض قد يبكي عند ركوبه الطائرة فما السبب؟
أشارت استطلاعات غير رسمية في الولايات المتحدة إلى أن ما يصل لنصف الركاب قد بكوا على متن الطائرة. يقول بعضهم أنهم لا يبكون، إنما تجبرهم السماء الجميلة على شعور البكاء. حتى الآن لم يدرس العلماء هذه الظاهرة، لكن استطاع الخبراء تقديم بعض الأسباب.
وجدت فيرجين أتلانتك أن 55% من ركابها مروا بمشاعر قوية خلال الطيران، في حين اعترف 41% من الرجال أنهم حاولوا تغطية أنفسهم بالبطانيات لإخفاء دموعهم عن المسافرين الآخرين.
لماذا نبكي أكثر في الطائرة؟
يعتقد الباحثون أننا نبكي بشكل عام لاستجداء عطف الذين يحيطون بنا، والذين هم أكثر قدرة على احتوائنا، هذا هو السبب الذي يجعل الأطفال يبكون كثيرًا. “Ad Vingerhoets” أستاذ العلوم الاجتماعية والسلوكية في جامعة تيلبورغ في هولندا، يرى أن السبب الأساسي للبكاء هو تشكيل العلاقات والحفاظ عليها مع أولئك الذين نحبهم ونعتمد عليهم. فقد نبكي كثيرًا في الطائرة، حين نكون لوحدنا أو محاطين بالغرباء. وعلى ارتفاع 10 آلاف متر تكون مشاعر الوحدة والخوف والعجز طاغية.
هناك نظرية أخرى، والتي ترى أنه في الطائرة لا توجد نفس درجة الإلهاء أو التشتت كما في الوضع العادي، كي تبقي أدمغتنا منشغلة بها خلال الرحلة، ما يجعل مشاعر الضعف أو الوحدة أو العجز تسيطر علينا.
وهناك سبب آخر، وهو أننا نشعر في الطائرة أننا محتجزون في مساحة ضيقة، وأن حياتنا رهن طاقم صغير. فقد نبكي لسبب لا نعرفه، أو لأنه ليس هناك من شيئ قد يلفت انتباهنا، فالملل قد يدفعنا أيضًا لأن نذرف الدموع. هذا هو السبب الذي لأجله ترى المطارات مكدسة بالكتب، وأجهزة الكمبيوتر، والمجلات.