هل تعرفوا ماهى حدود العلاقة الزوجية أمام الأولاد؟

الأب والأم في العائلة لا يمثلان السلطة فحسب بل هما نموذج وقدوة وهما المثل الأعلى للأبناء، في كل تصرفاتهما، فالتربية لا تتم فقط من خلال الوسائل المباشرة الواعية المتمثلة بقيام الأب والأم بوضع الحدود والضوابط ومتابعة التزام الأولاد بها وعدم خروجهم عليها, وإنما يتم القسط الأكبر من العملية التربوية بطريقة لا شعورية إلى حد كبير، وذلك من خلال أثر الوالدين كنموذج وقدوة لأبنائهم من خلال المعايشة والسلوك اليومي. إن لدى الابناء عموماً ميلاً نفسياً عميقاً إلى التشبه بوالديهم، ومن خلال الصورة التي تتكون لدى الأبناء يعتبرون الوالدين مثالاً يحلمون بتحقيقه في نفوسهم عندما يكبرون، وعملية التمثل هذه تكون في أحسن أحوالها عندما تكون العلاقة بين الطفل ووالديه دافئة وحميمة وقائمة على الحب، خاصة عندما يمضي الأب والأم وقتاً طويلاً مع الطفل، بحيث يرى الطفل والديه في مواقف حياتية متنوعة ويرى كيف يتصرفان ويلاحظ القيم التي يؤمنان بها والتي تحكم سلوكهما.
وإن أي صور سلبية يراها الأطفال تؤدي إلى القلق النفسي، وهذا القلق أو الاضطراب في تكوين الهوية هما من أكبر أسباب الانحراف عند المراهقين.

وعندما نتكلم عن العلاقة الزوجية, فالجنس مقدس وطاهر وهو دافع أوجده الله في الإنسان وقد رأى الله أن كل ما خلقه هو حسن جداً, والعلاقة الزوجية بين الزوج وزوجته تحقق الوحدة وتعمق مفهوم الاندماج والانتماء بأروع وأجمل وسيلة, فلقد كانت إرادة الله من البدء أن يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً لذا فإن العلاقة الزوجية بين الزوجين علاقة قدسها الله.
وعلى الرغم من أهمية العلاقة الزوجية بين الزوجين وعلى الرغم من قدسية هذه العلاقة, إلا أنه من غير المناسب أن يمارس الزوجان الجنس أمام الأطفال وذلك لسببين هامين:-
أولا :- خصوصية هذه العلاقة بين الزوجين, إذ لا يجوز أن يشاهد أحد أياً كان هذه العلاقة ذات الطبيعة الخاصة جداً بين إثنين صارا بالزواج جسداً واحداً .
ثانياً :- من المعروف أن عقل الطفل وقلبه كآلة التصوير التي إذا انطبعت عليها أية صورة من الصور فإنها تبقى كما هي إلى نهاية حياته تشكل كيانه وتتحكم في تصرفاته, ولذا ليس من اللائق أن يرى الطفل والديه في وضع محرج