إن الخلل يكمن في أنفسنا، وهذه بعض أسباب ذلكم الخلل فمن تلك الأسباب:
أولاً: الانشغال بغير القرآن عن القرآن: فقد أصبح جل اهتمامنا وشغلنا بغير القرآن الكريم مما أدى إلى التشاغل عنه وهجره.
ثانيًا: عدم التهيئة الذهنية والقلبية عند قراءة القرآن الكريم:
فعند قراءتنا للقرآن الكريم لا نختار المكان الهادئ، البعيد عن
الضوضاء، إذ أن المكان الهادئ يعين على التركيز وحسن الفهم وسرعة التجاوب
مع القراءة، ويسمح لنا كذلك بالتعبير عن مشاعرنا إذا ما استُثيرت بالبكاء
والدعاء، وعدم لقائنا بالقرآن في وقت النشاط والتركيز بل في وقت التعب
والرغبة في النوم.
إلى جانب أننا لم نعمل على استجماع مشاعرنا قبل القراءة، ولم نتخد الوسائل المؤدية لذلك كالدعاء وتذكر الموت، والاستماع إلى المواعظ.
ثالثًا: عدم القراءة المتأنية والتركيز معها:
فعلينا ونحن نقرأ القرآن أن تكون قراءتُنا متأنيةً، هادئةً، مرسلةً،
وهذا يستدعي منا سلامة النطق وحسن الترتيل، كما قال تعالى: {وَرَتِّلِ
الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (4) سورة المزمل.
وعلى الواحد منا ألا يكون همّه عند القراءة نهاية السورة، بل لا ينبغي أن تدفعنا الرغبة في ختم القرآن إلى سرعة القراءة.
رابعاً: عدم التجاوب مع القراءة:
فالقراءة خطاب مباشر من الله عز وجل لجميع البشر، وهو خطاب يشمل أسئلةً
وإجاباتٍ ووعدًا ووعيدًا، وأوامرَ ونواهي، فالتجاوب مع تلك العناصر
يساعدنا على زيادة التركيز عند القراءة وعدم السرحان.