أُقحمت أجهزة ماك وأجهزة ويندوز في معركة ملحمية استمرت سنوات طويلة.
ستصل تلك المعركة إلى جبهة جديدة في موسم العطلات القادم، إذ تُسدل شركة مايكروسوفت الستار عن أول جهاز حاسوب مكتبي لها يحمل اسم “سورفيس ستوديو” Surface Studio، الذي يدخل في مواجهة أمام جهاز ماك بوك برو المُحدَّث الذي أنتجته أبل، وألحقت به خاصية جديدة تتمثل في شريط تحكم يعمل باللمس موجود أعلى لوحة المفاتيح، بحسب موقع Business Insider.
وقد جمعنا هنا بعض الاختلافات الرئيسية بين أجهزة ماك وأجهزة ويندوز لمساعدتك على اتخاذ القرار.
تفخر أبل بنفسها فيما يتعلق بالتصميم
تستغرق أبل سنوات لتعمل على الطريقة التي ستظهر بها منتجاتها. فالشركة تهتم للغاية بالتفاصيل، حتى وإن كانت الأجزاء الداخلية للحواسيب مصممة جيداً.
ولكن مايكروسوفت تلحق بالركب، فجهاز “سورفيس ستوديو” الذي أنتجته مايكروسوفت يحظى بكثير من الإطراء بسبب تصميمه الإبداعي. إضافة إلى أن جهازي مايكروسوفت “سورفيس تبرو 4 تابلت” و”سورفيس بوك لابتوب” يبدوان مرضيين لأعين العملاء أيضاً.
فضلاً عن أن العديد من الشركات مثل ديل وأسوس استعانت في تصميمات أجهزتها بمايكروسوفت، وارتقت بمستواها في العموم، لتطلق أجهزة لابتوب وتابلت تعمل بنظام تشغيل ويندوز، التي تبدو على الأقل أكثر إرضاءً لأعين العملاء.
بيد أن ثمة كثيراً من الحواسيب التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز تبدو قبيحة، فيما يتعلق بالتصنيع والموديل. ولكن أخيراً بدأت بعض الخيارات الحقيقية في الظهور.
أجهزة ماك تكون في الغالب أغلى من أجهزة ويندوز
تكون أسعار أجهزة ماك في المتوسط أغلى بصورة ملحوظة من نظيراتها من أجهزة ويندوز، حتى إن كانت مواصفات الجهازين قابلة للمقارنة. يُطلق هواة ويندوز على هذا “ضريبة أبل”.
وإن استثنينا أجهزة مثل سورفيس بوك أو أجهزة حواسيب ويندوز ذات المواصفات العالية المخصصة للألعاب عالية التقنية، يبلغ متوسط سعر جهاز لابتوب يعمل بنظام تشغيل ويندوز حوالي 500 دولار. وعند إجراء مقارنة، سنجد أن لابتوب ماك بوك إير ذا الوزن الخفيف، وهو أرخص أجهزة أبل في الوقت الحالي، يبدأ سعره من 999 دولاراً.
وفي غضون ذلك، يمكنك أن تبتاع جهاز لابتوب يعمل بنظام تشغيل ويندوز 10 يبلغ سعره 150 دولاراً فقط، وهو المبلغ الذي يمثل جزءاً صغيراً مما يمكن أن تدفعه في جهاز ماك.
أجهزة ويندوز أفضل لمتعصبي ألعاب الفيديو جيم عبر الحواسيب
يفضل متعصبو ممارسة ألعاب الفيديوجيم الحواسيب التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز، والسبب في ذلك يعود بدرجة كبيرة إلى إمكانية تخصيص وتعديل مواصفات الأجهزة حسب رغباتهم.
اللاعبون الذين يخوضون المنافسات الجديدة يكونون مهووسين بكل شيء في الجهاز، بدءاً من بطاقة الرسومات (الجرافيكس)، مروراً بقوة المعالج، وحتى الذاكرة الداخلية للحواسيب، فهم يغيرون ويبدلون ويشترون الأجزاء الصلبة الجديدة للجهاز حتى يكونوا مواكبين لتطور الألعاب.
في المقابل يبدو من المستحيل تحديث أجهزة ماك بسهولة. وإن لم تدفع أموالاً كثيرة كي تحصل على أفضل موديلات ماك، سيكون الجهاز أقل في الإمكانيات عند مقارنته مع أجهزة ويندوز المخصصة للألعاب في المقام الأول، التي تكون مواصفاتها قابلة للمقارنة مع نفس الفئة المقابلة لها في أجهزة ماك.
والأهم من كل هذا، رغم أن أبل تعد الآن منصة للألعاب أكثر من أي وقت مضى، إلَّا أنَّها لا تزال غير قادرة على مجاراة عمق واتساع خيارات الألعاب التي توفرها الأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز، وهو إرث يمتد منذ تسعينيات القرن الماضي.
يمكن للعملاء الحصول على دعم فني أفضل مع أجهزة ماك
عندما يتعطَّل جهاز ماك الخاص بك، يمكنك أن تحجز موعداً وتصحبه إلى أقرب متجر محلي لأبل. وهناك سيساعدك أحد المتخصصين لإصلاح جهاز ماك الخاص بك. إن كانت المشكلة قابلة للحل في جلسة واحدة، لن تكون هناك تكاليف في الغالب.
تمتلك مايكروسوفت متاجرها التي تبيع منتجاتها، التي تمتلك مكاتب للإجابة عن تساؤلات العملاء تسمى “أنسر ديسك”، تشبه نظيرتها في أبل التي تسمى “جينياس بار”.
تعد خدمة العملاء التي تقدمها متاجر مايكروسوفت عظيمة، غير أن مايكروسوفت -على عكس أبل- لا تصنّع جميع الحواسيب التي تبيعها، مما يعني أنها أحياناً تضطر إلى إرسالها إلى الشركة المُصنّعة لإصلاحها. فضلاً عن أن عدد متاجر مايكروسوفت ليس كبيراً مثل متاجر أبل.
أجهزة ماك أكثر أماناً ضد البرمجيات الخبيثة والفيروسات
في ظل الحقيقة التي تقول إن عدد أجهزة ماك أقل بكثير من عدد أجهزة ويندوز، بكل بساطة تشكل منصة أبل هدفاً أصغر بالنسبة للمخترقين. بعبارة أخرى، يمكن لأي مخترق أن يهجم على حواسيب أكثر بجهد أقل من خلال استهداف الحواسيب التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز.
إلا أن ذلك لن يستمر إلى الأبد، وقد رأينا دليلاً على هذا مع تزايد عدد الفيروسات التي تظهر على أجهزة ماك خلال السنوات الأخيرة. تعمل أبل كي تُبقي على ميزتها الاستباقية أمام تلك التهديدات من خلال تقديم حماية جديدة للإصدارات الجديدة من نظام تشغيل ماك، وهو النظام الذي تعمل به أجهزة ماك التي تمتلكها أبل.
يشير موقع ماكوورلد إلى أن نظام تشغيل ماك بني في الأساس على نظام يونكس، لذا فهو أكثر آماناً بطبيعة الحال من ويندوز.
كلا نظامي التشغيل يبدوان مختلفين تماماً
يبدو كل من نظام تشغيل ويندوز 10 ونظام تشغيل أبل ماك أو إس، مختلفاً تماماً عن الآخر.
حاولت مايكروسوفت أن تدمج المميزات السهلة على المستخدمين في ويندوز 7 ومميزات الشاشة التي تعمل باللمس في ويندوز 8، وذلك في ويندوز 10. وقد نجحت في ذلك بصفة عامة. إذ إنك تستطيع أن تستخدم الجهاز على نمط الحاسوب المكتبي التقليدي، أو على نمط التابلت الذي يوفر لك مجموعة من التطبيقات.
أما نظام تشغيل ماك أو إس الخاص بأبل، فإنه يبدو أنظف وأقل ازدحاماً. إذ إنك تمتلك حاسوباً مكتبياً بنمطه الأساسي، يتيح لك الدخول إلى كافة التطبيقات المفضلة لديك، فضلاً عن شريط المهام الموجود أعلى الشاشة.
أجهزة ويندوز تتيح لك خيارات أكثر
ثمة العديد من الشركات المختلفة تصنع الأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز، مما يعطي العملاء خيارات مختلفة وعلامات تجارية مختلفة ليختاروا من بينها.
قد تكون مايكروسوفت دخلت إلى عالم صناعة الأجهزة في الوقت الحالي، إلا أن شركات مثل “إتش بي” و”إيسر”، و”لينوفو”، و”ديل”، وربما أكثر منها، ما زالت تصنع الأغلبية العظمى من أجهزة ويندوز في العالم. مما يقدم مجموعة متنوعة ومميزات يمكنها أن تلائم ميزانية وتفضيلات أي شخص.
حاولت مايكروسوفت من خلال نظام تشغيل ويندوز 10 أن تصمم نظام تشغيل وحيد يعمل على أجهزة اللابتوب، والحواسيب المكتبية، والتابلت، والهواتف الذكية، وأخيراً نظارات “هولولينز” HoloLens ثلاثية الأبعاد.
أما أبل، فهي تصنع أجهزة أبل، وتصمم نظام تشغيل ماك أو إس. لذا، إن كنت ترغب في امتلاك جهاز ماك، عليك أن تذهب إلى شركة أبل.
وإن كنت ترغب في التعمق داخل التقنية، من الممكن أن تصمم جهاز “هاكينتوش” الخاص بك، الذي يعني أنه جهاز حاسوب ليس من تصنيع شركة أبل، ولكنه يعمل من خلال نظام تشغيل ماك أو إس.
بعض حواسيب ويندوز تأتي بشاشات يمكن التحكم بها عن طريق اللمس
منذ إصدار ويندوز 8، تدفع مايكروسوفت لتشكل الشاشات التي تعمل باللمس مستقبل أجهزة الحواسيب. كما يركز ويندوز على تلك السمة ويعمل بها ليجعلها أفضل من ذي قبل.
لهذا السبب تأتي كثير من أجهزة ويندوز 10 مدعمة بشاشات تعمل باللمس، ولهذا السبب تراهن مايكروسوفت كثيراً على الشاشة التي تعمل باللمس من خلال أجهزة حواسيب “سورفيس” الجديدة.
على الرغم من أن أبل تقول إن تابلت آيباد برو العملاق الجديد الذي أنتجته يمكن استبداله بجهاز لابتوب لكثير من الناس، إلَّا أنَّ أجهزة لابتوب ماك بوك وحواسيب آي ماك المكتبية لا تزال لا تمتلك خاصية الشاشة التي تعمل باللمس. كما يُعتقد أن أبل ربما لن تضيف تلك السمة أبداً.
ويندوز يعمل على التابلت أيضاً وليس على اللابتوب فقط
ويندوز 10 متاح على كثير من الأجهزة بمختلف الأحجام، بدءاً من أجهزة الحواسيب العملاقة المتكاملة، مروراً بأجهزة اللابتوب، وانتهاءً بالتابلت الذي يبلغ حجمه 8 بوصات. أما إن أردت امتلاك نظام تشغيل ماك أو إس، فهو غير متاح سوى في أجهزة لابتوب أبل، وحواسيب أبل المكتبية، وأجهزة أبل المتكاملة.
عليك الاعتياد على اختلاف اختصارات لوحة المفاتيح إن كنت تخطط للتغيير
إن كنت تستعد للتغيير في أي وقت قريب، عليك الاعتياد على الاختصارات المختلفة بلوحة المفاتيح، التي قد تشكل أصعب العقبات التي تقف أمامك لتجاوزها. فحتى لقطة الشاشة “سكرين شوت” مختلفة في ويندوز عن نظيرتها في ماك.
من خلال ويندوز 10 يمكنك أن تضغط على زر الويندوز مع زر “برنت سكرين” PrtScr؛ كي تحصل على لقطة للشاشة. إلا أنك في حاجة إلى برنامج آخر مثل برنامج “الرسام” Paint، لكي تجري أي عملية قص أو تعديل في حجم الصورة، وهذا في حالة لم تُنصّب تطبيقات مختلفة على الجهاز.
أما في ماك، فيمكنك أن تضغط على زر “الأوامر” Command وزر “شيفت” Shift، وأربعة أزرار أخرى لكي تحصل على لقطة شاشة تتيح لك قص وتعديل حجم الصورة التي التقطتها.
ماك وآيفون يشكلان أفضل فريق
يشكل ماك وآيفون أفضل فريق معاً، لأن أبل هي التي صنعتهما.
إن كنت تمتلك جهاز آيفون، تتزامن رسائلك النصية مع جهاز ماك الخاص بك من خلال تطبيق الرسائل المدمج. فضلاً عن أنك تستطيع الرد على الرسائل عبر جهاز ماك. وإن كنت تمتلك آيباد، يمكن أن تستمر المحادثات في الظهور أمامك أيضاً.
تضاف خاصية “إيردروب” إلى سمات تعاون آيفون وماك الأنيقة، التي تسمح لك بأن تنقل الصور والمستندات الأخرى من الهاتف إلى الحاسوب المكتبي، وأيضاً “هاند أوف” Handoff، الذي يسمح لك بفتح الروابط الموجودة بهاتفك على متصفح الحاسوب المكتبي، أو العكس.
في المقابل لا يمتلك ويندوز 10 أياً من تلك المميزات. ولكن إن نصّبت تطبيق “كورتانا” Cortana على هاتفك الذي يعمل بنظام أندرويد، يمكنك أن تستخدم حاسوبك المكتبي أو التابلت اللذين يعملان بنظام ويندوز 10 كي ترسل رسائل من رقم هاتفك الخاص. لا يبدو الأمر بنفس الجودة، ولكنه يعمل على أي حال.
نقطة إضافية
هل ترغب في الحصول على أفضل شيء من كلٍّ منهما؟ يمكن لأجهزة ماك أن تعمل بنظام تشغيل ويندوز!
تمتلك أجهزة ماك القدرة على العمل من خلال أنظمة تشغيل ويندوز أيضاً من خلال آلة افتراضية أو عبر النظام مباشرة.
تمتلك كل أجهزة ماك برنامجاً مُنَصَّبا ذاتياً يسمى “بوت كامب” Boot Camp، يسمح لك بتنصيب نظام ويندوز على جهازك. إن كنت ترغب في ذلك، يمكنك أن تقسم المساحة على قرص التخزين الصلب لديك بين نظامي ويندوز وماك أو إس، وستمتلك حينئذٍ كلا نظامي التشغيل على نفس الحاسوب.