التشخيص من خلال بصمة القدم
أثبتت الأبحاث العلمية انه يمكن تحديد آلاف الأمراض التى تصيب الطفل من خلال أخذ عدة قطرات دم من كعب الطفل خلال الأيام الثلاثة الأولى من مولده ، حيث نستطيع أن نحدد آلاف الأمراض التى تهدد حياة أطفالنا . وقد تفوت علينا هذه الفرصة إذا ما مر أكثر من أسبوعين على ميلاد الطفل دون إجراء التحاليل الوراثية ، حيث يصبح عرضة للإصابة بأمراض كالتخلف العقلى وغيرها من الأمراض الوراثية الخطيرة
.
فلسفة العلاج :
يفترض هذا النوع من العلاج أن للطفل تحديدا خطان ، الأول يشير إلى إثبات تواجد الطفل وحقيقة نسبه ، أما الثانى فهو طبى وعلمى ، وهو خط مهم ، وتعود أهميته إلى أنه يدلنا على الحالة الصحية للطفل.
التفسير العلمى :
تعد هذه المنطقة الكشفية المهمة ، والتى تمتاز بكونها غزيرة الدماء وغزيرة الأوعية الدموية فى الطفل حديث الولادة ، خاصة فى الأيام الثلاثة الأولى من عمره ، وسيلة هامة جداً لنقل كافة معاناته المستقبلية ، وكما توضح الدكتورة سامية التمتامى رائدة علم الوراثة البشرية فى المركز القومى للبحوث ، فإن دم الطفل من كعب القدم يمثل التفاعلات البيوكيمائية والأمراض الوراثية التى تظهر فى الدم (الجينات) ، وعلى سبيل المثال .. مرض كـ " الفينيل كيتون يوريا " من الأمراض التى تزيد من حمض phenyL alanin فى الدم نظراً لوجود نقص فى أنزيم معين (وراثى) فى الدم ينتج عنه البروتينات التى يفشل الجسم فى تمثيلها غذائيا أو طبيعيا ، كباقى المواد الغذائية ، حيث لا يستفيد الجسم منها ، ويظهر ذلك فى ارتفاع حمض الفينيل الأميني فى الدم مما يسبب إضراراً بخلايا المخ وظهور أمراض كالتخلف العقلى ، وبتحليل دم الطفل فى اليوم الثالث من عمره ، مع ضرورة أن يكون الطفل يرضع لبنا طبيعيا تتوافر فيه نسبة البروتين المطلوب الكشف عنها ، على ألا يتعدى ذلك الأسبوع الأول من الولادة .
وينصح الدكتور خالد جابر أستاذ علم الجنين والنساء والولادة ، بدراسة مشاكل الجنين داخل السطح من خلال أخذ عينة من السائل الأمنيوسي أو المشيمة على أن يكون ذلك بحذر وبدقة شديدة ، ويتيح ذلك فتح ملف صحى للطفل قبل أن يولد ، فمن الضرورى إجراء تحاليل وراثية خاصة فى منطقة حوض البحر المتوسط الذى يرتبط بعدة أمراض معقدة وتصيب الأطفال ، مثال ذلك مرض أنيميا البحر المتوسط . لذا فى حالة لو تم التعرف على الأمراض بشكل مبكر ، ويفضل أن يكون ذلك مبكر جداً ، يصبح من السهل علاجهم فى مراحلهم الأولى أو حتى مجرد الاستعداد لهذه الأمراض والأخطار التى يمكن أن تترتب عليها بمجرد تمام الولادة . ولهذا ينصح بضرورة إجراء الأب والأم للتحاليل المطلوبة ، هذا بالإضافة إلى إجراء تحليل للسائل المحيط بالجنين فى الأسابيع الأولى من الحمل لتشخيص المرض من عدمه ، ولإعطاء فرصة لاتخاذ القرار المناسب .
وتتيح آلية الكشف المبكر عن المرض اكتشاف الإعاقة مبكراً أيضاً . فمن المعروف أن أية إصابات تصيب الحامض النووى DNA تعد مؤشراً لما يتوقع حدوثه من أمراض. ويمكن من خلال الشفرة الوراثية الاستدلال على الأبناء ، كما يتيح مواصلة علاجهم فى حالة المرض على أساس علمى واضح.
مة القدم تشخيصك 2013