أكتُبْ وقد عادت تدُبْ الحركة هُنا
بضجيج الأحرف المتسائلة
هُنا
حيث يجد الإنسانَ نفسه بدون قيودٍ وأوآمرَ...
أجد نفسى وقد طاب لها الجلوس فى رحِاب
دياركُم مُكرّماً ومعززاً ...
وعندما يشعر الإنسان بأن هُنالِك إحساس
مفقود قد لآزمهُ فى ترحالهِ أينما ذهب
فحتماً سيجعل من حياته رحلة بحثاً عنهُ
اليوم أكتُبْ عن إحساس مفقود منى
ظللتُ أبحث عنه سنوات دون جدوى
حتى أنهكنى التعَبْ فى سبيل العثور عليهِ
أشاروا على بأن اسأل رجلٌ مشهود له بالحكمه والبنان
فقد يدُلَني على ما أبحث عنه
أسرعت بالخُطى نحو دارهـِ التى تقع فى أطراف المدينة
وجلست حضوراً فى منزله وأنا فى حالة من الترقُّب والتوتر .. ها هى لحظات وأُدرِك ما أبحث عنه
نظرَ إلى مُتأملاً ومُبتسِماً
رحّبَ بى ...
فهدأت أنفاسى وعادت دقات قلبى تنتظمُ
وإلتقت نظراتى تُحدِق فى عينيه
فماذا رأيت !!!
رأيت َبريقاً متوهجِاً كانه يستشف ما جئت اسأل عنه
فعرفَ دون أن يسألنى ما أبحث عنهُ
وأردتُ أنْ أنطق فأشارَ بأن أهدأ وأصمُتْ
وبعد مُضى فترة من الزمن حسبتها دهراً
نطق بكلمات لاهبة المسمعِ
أصابتنى فى مقتل
كلمات أشدّ ألماً من طعنة الخنجر
أشدّ فتكاً من رصاصةِ البُندق
قالَ بالحرفِ الوآحد
يا بُنى
ما تبحث عنه لن يجديك نفعاً
فقد ضاع منك وأنتَ طفلاً
وأشار إلى ملابس لطفل فى السابعةِ من عمرهِـ
موجودة بالقُرب منهُ قائلاً
هذهـ الملابس ضاعت منى وأنا طفلاً
واليوم عثرتُ عليها!!
ولكن كما تنظُر يا بُنى فإنها لا تتسع وتحتوى جسدى
حينها أدركتُ حجم ماسآتى
فسالت دمعة حارقة على خدى
وغصة
سَرتْ بضلوعي وأخرست لساني
وشُلَتْ أطراف يدى وهى ترتجفُ
وألماً حاد
إعتصرَ قلبى مُتحسِراً
على إحساس قد عِشتُ محروماً منهُ وأنا طفلاً
فصار يُلازِم سِنينَ عُمرى مترادفة عليه أحاسيس شتى
كوَنتْ جُملة مريرة لا يتمناهـ أى جنس من البشر
اليوم
ذبُلتْ أوراقي وتساقطتْ كَـ الخريفِ المُبكّر