أعلنت منظمة "طبيعة العراق"، الخميس، أن حيوان القضاعة ذات الفراء الناعم المهدد عالميا بالانقراض لم يزل يتواجد بأعداد قليلة في بعض مناطق الأهوار، داعية الى تفعيل قانون حماية الحيوانات البرية للحفاظ عليه.

وقال المهندس الاستشاري في المنظمة جاسم الأسدي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "حيوان القضاعة ذات الفراء الناعم لم ينقرض من بيئة الأهوار مع اننا لم نره في الطبيعة منذ أعوام كثيرة، ولكن توصلنا الى ذلك من خلال مشاهدات صيادين"، مبينا أن "المنظمة لاحظت قبل أيام قليلة وجود قضاعة ذات فراء ناعم محنطة لدى مواطن في محافظة ميسان، وعند الاستفسار منه عن مصدرها قال انه حصل عليها من صيادين قبل أقل من شهرين، وقبل ذلك لاحظنا في إحدى قرى هور الحويزة قضاعة من نفس النوع، لكن وجدناها مقتولة بحوزة أحد الصيادين من أبناء القرية".


وأضاف الأسدي أن "منذ قيام النظام السابق بجريمة تجفيف الأهوار في عام 1992 ولغاية عام 2004 كنا نعتقد ان هذا الحيوان واجه الانقراض في بيئة الأهوار التي تعد موطنه الأصلي"، لافتا الى أن "معلوماتنا التي تعتمد على مشاهدات صيادين تفيد بأن القضاعات ذات الفراء الناعم تتواجد بأعداد قليلة في أجزاء من هور الحويزة والأهوار الوسطى وهور الحمار الغربي، وفي هور أبو صلابيخ ثمة آثار لوجود هذا الحيوان النادر عالميا".

وأشار الأسدي، وهو أحد أبرز الخبراء العراقيين في شؤون بيئة الأهوار، الى أن "ما يدعونا الى القلق هو قيام بعض الصيادين بممارسة الصيد الجائر للقضاعات ذات الفراء الناعم طمعا بفرائها الثمينة، حيث يقتلوها صعقا باستخدام أجهزة تولد طاقة كهربائية بقدرة 6000 فولت"، معتبرا أن "مكافحة هكذا ممارسات أصبحت ضرورة ملحة لحماية القضاعة ذات الفراء الناعم من خطر الانقراض، ولذلك لا بد من تطبيق قانون حماية الحيوانات البرية رقم 17 لسنة 2010، والذي يجرم صيد الحيوانات المهددة بالانقراض والمتاجرة بها، كما يمنع قتل الحيوانات البرية الأخرى باستخدام السموم والمبيدات والمتفجرات وأجهزة الصعق الكهربائي، وتصل العقوبة بموجبه الى السجن لمدة ثلاث سنوات".

يشار الى أن حيوان القضاعة يطلق عليه أيضا "كلب الماء"، ومحليا يسمى "جليب الماي"، وهو صنف من الثديات البرمائية التي تنتمي الى فصيلة العرسيات، وتتغذى على الأحياء المائية، وتسكن في جحور تحفرها قرب ضفاف الأنهار والمستنقعات، وبحسب المنظمة العالمية للحفاظ على القضاعات (IOSF) فإن هناك سبعة أجناس منها تنتمي الى 13 نوعا يواجه بعضها خطر الانقراض، فيما أدرج الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة ومواردها (IUCNN) القضاعة ذات الفراء الناعم على اللائحة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض.

يذكر أن القضاعة ذات الفراء الناعم ساهم في اكتشافها علميا الكاتب وعالم البيئة الاسكتلندي غافين ماكسويل، حيث انه اعجب بتلك المخلوقات لدى زيارته أهوار العراق منتصف الخمسينيات، فقام بشراء قضاعة صغيرة ونقلها معه الى لندن، وهناك اكتشف عن طريق الصدفة انها من نوع لم يسجل علميا من قبل، فمنحها العلماء اسما علميا جديدا، وقد علق ماكسويل على ذلك في كتابه "قصبة في مهب الريح" بقوله إن "الحيوان الوحيد الذي جلبته معي من الأهوار تبين انه جديد على العلم".

أما الرحالة والكاتب البريطاني كيفن يونغ فقد ذكر في كتابه "العودة الى الأهوار" أن "مناطق الأهوار تزخر بكلاب الماء، وهي مألوفة تماما لدى السكان، وتتكاثر خلال شهري شباط وآذار، ويصطادها السكان لبيع فرائها في مراكز المدن".
http://www.alsumaria.tv/news/191160/...D8%A7%D8%AF/ar