اقترح وزير الداخلية الألماني توماس دي ميتسيري، إعادة إصلاح السلطات الأمنية في أعقاب الهجوم الذي تعرض له سوق الكريسماس في برلين.
وقال دي ميتسيري في مقالة كتبها في صحيفة (فرانكفورتر ألمانيان تسايتونغ) الثلاثاء إن برلين بحاجة إلى سيطرة اتحادية أكبر على الاستخبارات المحلية - التي تتشارك فيها حاليا 16 حكومة محلية.
ويريد دي ميتسيري أيضا توسيع نطاق الدور الذي تؤديه الشرطة الاتحادية، مطالبا بمراكز ترحيل تديرها هيئة اتحادية لمن لم تقبل طلبات لجوئهم.
وكانت الحكومة الألمانية قد واجهت انتقادا على نطاق واسع بعد أن تبين أن المهاجم الذي نفذ هجوم برلين قد رفض طلب لجوئه، وأنه كان معروفا للسلطات.
ووعدت الحكومة ببحث الأمر وإن كانت القوانين بحاجة إلى تغيير، في أعقاب الهجوم الذي وقع في 19 ديسمبر/كانون الثاني وقتل فيه 12 شخصا.
والمشتبه به الرئيسي فيه هو طالب لجوء تونسي لم يقبل طلبه. وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم.
وتتركز مقترحات دي ميتسيري، عضو حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المحافظ، على منح السلطات الاتحادية سلطة أكبر في القضايا الأمنية المحلية، وهي المسؤولية الموزعة حاليا بين الحكومة الاتحادية وحكومات 16 ولاية محلية.
وتقع مسؤولية ترحيل من لم تقبل طلباتهم على عاتق سلطات الولايات. ودعا دي ميتسيري إلى تعاون أفضل، مقترحا إنشاء "مراكز ترحيل" تدار اتحاديا، قريبة من المطارات، تستطيع التعامل مع المرحلين في مرحلة وجودهم الأخيرة في ألمانيا.
الشرطة الاتحادية تفحص بعض الأفراد في محطة للسكك الحديد
ويوجد حاليا لدى كل ولاية فرع لوكالة الاستخبارات المحلية، إلى جانب مكتب اتحادي.
ودعا دي ميتسيري إلى مناقشة وضع هذه المسألة برمتها تحت سيطرة اتحادية، كما حث على منح مزيد من السلطة للشرطة الاتحادية لإدارة المرور بعيدا عن مناطق الحدود.
ويطالب دي ميتسيري على مستوى الاتحاد الأوروبي، بتوفير "آلية حقيقية للتعامل مع التدفق الكبير للمهاجرين" من أجل التعامل بسرعة مع أفوجهم الضخمة.
ودعا إلى ضرورة اعتبار البلدان آمنة إذا كان هناك "مكان آمن"، تتوفر فيه "ظروف استقبال إنسانية وآمنة"، في تسهيلات يكون الاتحاد الأوروبي مسؤولا عنها جزئيا.
ولا تعرف ردود الفعل التي قد تحدثها مقترحات دي ميتسيري. ويتوقع إجراء انتخابات وطنية في سبتمبر/أيلول، وينافس فيها المحافظين الحزب الديمقراطي الاجتماعي من يسار الوسط، الذي يشارك في الحكومة.
وتعرف الولايات الألمانية، بغض النظر عن توجهها السياسي، بأنها لن تتخلى عن سلطاتها بسهولة.
http://www.bbc.com/arabic/world-38495703