مؤكد أنه انتابك من قبل شعورٌ بأن الوقت يطول في حالات معينة عن حالات أخرى. فتشعر أن عقارب الساعة لا تكاد تتحرك من مكانها أو تمشي على مهلٍ بوتيرة أبطء في حالات الحزن والخطر والظروف الطارئة، على عكس سيرها في حالات الفرح واللحظات السعيدة!
يبدو أن هذا الشعور مشتركٌ بين الجميع وله تفسيرٌ علمي كذلك! فقد قام الأستاذ “David Eagleman” في كلية بايلور للطب بعمل تجربة علمية على مجموعة من الطلاب المتطوعين لفهم آلية تعامل الدماغ مع الوقت في حالات طارئة وظروف حرجة.
لماذا نحس أن الوقت في حالات الحزن والخطر أطول من اللازم ؟
تطوَّع للتجربة عدد من الطلبة، وكانت التجربة قائمة على إسقاط الطلاب من الطابق الـ 15 وتثبيت جهاز على معصم كل متطوع. وهو جهاز يُشبه الساعة يُسمى “perceptual chronometer”، أو “كرونوميتر الإدراك الحسي”. حيث يُومض الجهاز بأرقام عشوائية بسرعة تتجاوز إدراك الإنسان العادي.
الفكرة الرئيسية للتجربة هي أنه لو كان نشاط الدماغ يُسرع في عمله خلال الأزمات واللحظات الحرجة، فإن المُشترك سيشعر بأن الوقت تباطأ ويستطيع بذلك أن يقرأ الأرقام التي تُومض على الساعة بسرعة.
لسوء الحظ، لم يتمكن أي مُشترك من قراءة الأرقام خلال السقطة تمامًا كوضعهم الآمن في الُمختبر. لكن عند سؤالهم عن المدة التي استغرقتها السقطة، كان تصوُّر الجميع أطول بثلاث مرات من الوقت الحقيقي.
من هذه التجربة، استنتج العلماء أن منطقة في الدماغ بحجم الجوزة تقريبًا تُعرف باسم “amygdala “، تنشط بوتيرة أكثر خلال اللحظات الحرجة والطوارئ لتعمل على تخزين ذكريات ذات كثافة عالية أعلى مما هي عليه في لحظات الحياة اليومية العادية.
هذه الآلية التي يتبعها الدماغ تهدف إلى زيادة فرصة بقاء هذه الذكريات بين الذكريات الأخرى لتتمكن من استرجاعها أسرع من باقي الذكريات في حال تعرَّضت لنفس الموقف أو شبيه له في المُستقبل لتتمكن من التصرف بالطريقة الصحيحة.
هذه الطريقة في عمل الدماغ عند تسجيل ذكريات من الأحداث السيئة والحزينة والحرجة تجعل الوقت يبدو أكثر بُطأً من الواقع!