- 1 -
في مثل هذا اليوم قبل خمسين عاما هجم علي الشعر …
لم يطرق الباب … ولم يستأذن ولم يتكلم معي بالتلفون …
وفجأة وجدته في وسط الغرفة جالسا على حقيبته الجلدية الضخمة كغجري ضائع العنوان …
ثم نهض ليتعرف على خريطة بيتي …
دخل أولاً إلى غرفة الحمام وأخذ دوشاً واستعمل فرشاة أسناني … ومناشفي … وأدوات حلاقتي …
ثم فتح الثلاجة وسألني … ” ماذا لديك من طعام .. إني جائع ..”
قلت : خبز وجبن روكفور وزجاجة نبيذ ( بوردو ) ….
قال : طعامك متحضر رغم أن الجبن يرفع ضغطي والنبيذ يشعل حرائقي …
ثم دخل إلى غرفة نومي … ففتح الخزائن والجوارير وأخرج واحدة من بيجاماتي … وارتداها دون أن يستأذنني ….
ولسوء الحظ كان مقياس جسده كمقياس جسدي …
ثم اختار لنفسه مقعدا مريحا وسكب لنفسه كأسا وبدأ يحتسي النبيذ الفرنسي بلذة العارف الذواقة …
وبعدما أنهى زجاجة النبيذ احتل سريري وسرق كل أغطيتي وشراشفي ومخداتي وقال لي ” تصبح على خير ”
ونمت أنا على الكنبة … ولا زلت منذ خمسين عاما نائما على الكنبة …