قصه انتحار الأميره جليله
ولدت الاميره عام 1922 وهي اصغر بنات الملك علي بن الحسين وانتقلت مع عائلتها الى بغداد بعد انتهاء العهد الهاشمي
كانت الأميرة جليله كثيرة الحركة في طفولتها ، كما دربها والدها الملك علي على الفروسية بنفسه . وعندما كبرت أخذت تنكمش وتنطوي على نفسها وغالبا ً ما تتجنب مقابلة الزوار والأصدقاء ، ولكثرة قراءتها وإطلاعها على القصص البوليسية ، أصبحت تصرفاتها غريبة . ففي بعض الأحيان تتسلل من الشباك مقلدة ما في الروايات والقصص.
تزوجت الأميرة جليله عام 1946 من أبن خالها الشريف حازم بن سالم بن عبدالله الذي عاش أكثر حياته في أسطنبول طبيبا ً ممارسا ً وكان يكبرها بنحو ستة عشر عاماً ، وجرى زفافها في احتفال مهيب أذ أقيمت لها مأدبة كبرى في بهو أمانة العاصمة ، وجهت فيها دعوة الى مائة سيدة عراقية وما يقرب من سبعين سيدة أجنبية وكانت تلك الحفلة بأمر من شقيقها الأمير عبدالإله ، كما أقامت الملكة عاليه حفلاً مماثلاً لها في قصر الزهور.
وقد تعرض هذا الزواج لأنتقادات شديدة وذلك لفارق السن بينهما وتصور الكثير من الناس بأن عائلتها أجبرتها على هذا الزواج وأستمر زواجها ثمانية أعوام لم تكن فيها الأميرة جليله سعيدة فقد كان زوجها أنانيا ً ولا يحبذ خروجها من المنزل ، وكان شديد الحرص على صحته ، وقد سألها شقيقها الأمير عبد الإله أن كانت ترغب في الأنفصال عن زوجها لكنها رفضت خوفا ً من أن تنشر الصحف خبر طلاقها ، لاسيما بعد مرض الملكة عاليه فقد كانت الصحف تنشر يوميا ًاخباراً عن وضعها الصحي) .
رافقت الأميرة جليله في عام 1947 شقيقتها الملكة عاليه الى لندن بطلب من الملكة عاليه عندما كانت تسكن في لندن بالقرب من أبنها الملك فيصل الثاني
في أثناء دراسته ، وبقيت معها حتى ألم بها المرض وعادت الى بغداد . فكانت شديدة التعلق بالملكة عاليه ، لم تفارقها حتى في زيارتها الى المدينة المنورة عام 1950) .أصيبت الأميرة جليله بعد عودتها من باريس عام 1947 بإلتهاب في الرحم فأجريت لها عملية جراحية منعت فيها من الحمل فبدأت حالتها النفسية والصحية تزداد سوءا ً، وقد نصح الأطباء ذويها بأن يراقبوا سلوكها وتحركاتها خشية عليها من الأنتحار ..
بعد أن أخذت حالة الأميرة جليله تتدهور بشكل خطير وقد أنهت حياتها عام 1955 بحرق نفسها بمدفأة الحمام وقد سألها الأمير عبدالإله لماذا فعلت هذا بنفسك فكانت أجابتها مبهمة بأن أحداً ما قال لها بأن تحرق نفسها، فقد كانت تتخيل اموراً ما فضلاً عما يجتاحها من وساوس في رأسها كما تتصور بأن هناك أصواتاً تناديها من مكان بعيد لم تستطع التخلص منها كما كانت تشعر بأن أنقلابا ً سيقع في العراق وكانت تؤشر بيدها الى جهة الغرب قائلة " أنهم سيأتون من هناك ليقتلونا كلنا ".
توفيت الأميرة بعد أن نقلت الى المستشفى ، وفي اليوم نفسه أذاعت رئاسة التشريفات الملكية نبأ وفاتها ، وقررت الحكومة أعلان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام ، وفي صباح اليوم التالي وعلى وفق المنهاج الرسمي الذي أعد لتشييعها تقدمت مجموعة من المشيعين وفي مقدمتهم الملك فيصل الثاني وشقيقها عبدالإله ورئيس الوزراء نوري السعيد وعدد من الوزراء لتشيعها الى مثواها الاخير