يصنعون الباركيه من جريد النخل.. باحثون ينجحون في صعيد مصر في إيجاد بديلٍ للخشب
نجح فريق بحثي مصري في تحويل أحلام أعضائه إلى حقيقة بإنتاج بديل للخشب يُصنع محلياً.
ففي قرية القيات بمحافظة المنيا (جنوب القاهرة) توصل باحثون وعاملون لطريقة من أجل تحويل جريد النخيل إلى مجموعة متنوعة من المنتجات البديلة للخشب مثل ألواح الأرضيات (الباركيه) والأدوات المنزلية. وزادت أهمية المشروع مع ارتفاع أسعار الخشب المستورد بسبب ارتفاع سعر الدولار.
ويقوم (مشروع جريد) على استخدام منتجات ثانوية من النخيل مثل الجريد في إنتاج منتجات خشبية. ويشكل المشروع نموذجاً لاستخدام المخلفات الزراعية بطريقة مبتكرة.
وقال عمر عبد المنعم مدير مشروع جريد إن فكرة المشروع تتضمن إزالة الانحناءات من الجريد وذلك بوضعه في ماكينة ضغط تقوم بكبسه عدة مرات لتُخرج في النهاية لوحاً خشبياً متماسكاً وقوياً.
وأوضح عبد المنعم أن مشروع جريد هو مشروع لنشر الصناعات الصغيرة قائم على المنتجات الثانوية للنخيل. ونظراً لقابلية الجريد للتطويع فإن منتجاته من بدائل الخشب تُستخدم في صناعة أشياء كثيرة.
وأضاف "الجريد معروف إن هو شكله منحني وبيكون له شكل غير مستقيم فإحنا بنحول الشكل ده لشكل منتظم نقدر بعد كده إن إحنا نكبسه ونحوله لألواح نقدر بعد كده إن إحنا ندخلها في أثاث أو باركيه (خشب أرضيات) أو تجليد حوائط أو أي مُنتج بديل للخشب".
وتُستخدم في المشروع ماكينات تم تصميمها وتصنيعها محلياً.
وقال عبد المنعم "المكن (الماكينات) اللي هو بيحَوِل الجريد لأشكال منتظمة ده طبعاً ما فيش منه. فإحنا اللي مصممينه ومتصنع هنا برضه (أيضاً) في مصر. فده صناعة مصرية من الخامة والماكينات كمان. والأيدي العاملة طبعاً مصرية. طبعاً قام بالموضوع ده باحثين ودكاتره وفريق عمل في الهندسة ومجالات ثانية في الزراعة بحيث إن إحنا نحاول نستغل خامة زي الجريد في إن إحنا ندخلها في تطبيقات صناعية".
وكان جريد النخل -الموجود في المنطقة بكثرة- يُستخدم فيما مضى في تصنيع منتجات أخف أو يُحرق كبديل للوقود.
وبعد تحرير سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار أصبح استيراد الخشب مسألة صعبة الأمر الذي تسبب في ارتفاع أسعار المنتجات المصنوعة من الخشب وأدى لحدوث مشكلة في السوق.
ويقول فولي عبده حسن مدير مركز معلومات التنمية المحلية بقرية القيات التي يُقام بها مشروع جريد في المنيا إن الخشب المصنوع من الجريد أرخص بنسبة 15% من الخشب المستورد كما أن المشروع يوفر فرص عمل للمصريين.
وأضاف "دلوقتي بيعتبر بديل أساسي للخشب وخاصة مع ارتفاع أسعار الخشب في الأيام دي وبعد ارتفاع سعر الدولار. فده بيكون بديل أساسي وخاصة برضه في التجارب اللي عملوها مجموعة الدكاترة والأساتذة ثبتوا يعني إن جريد النخيل برضه أقوى.. الخشب يعني المُصنع منه أقوى وبيتحمل".
وتناضل مصر لجذب استثمارات خارجية وإنعاش اقتصادها منذ انتفاضة 2011 التي تسببت في ابتعاد السائحين والمستثمرين الأجانب.