قصة المثل"كثرة الكلام من أسباب الخصام"
يحكى ان جمعية تنشيط الحياة الزوجية في احدى مدن اميركا، أقامت حفلة تكريمية لرجل وزوجته باعتبارهما مثال
الحياة الزوجية الهنيئة طوال خمسين سنة، لانهما لم يتخاصما او يتنافسا او يتعاتبا طوال زواجهما، وصارا نموذجا
للتفاهم العائلي.
وانبرى الخطباء في إطراء مزايا الرجل وزوجته، لانهما يمارسان حياة زوجية سعيدة صارت مثالا للمتزوجين في
التفاهم وصفاء العيش المشترك.
وجاء اخيرا دور الرجل للرد على اقوال الخطباء،
فقال: “الصحيح انني عشت مع زوجتي حياة هنيئة، فانا اعرف ان الرجل عليه ان يتساهل مع زوجته، ويغض
الطرف عن هفواتها،مهما كانت ، لكي يضمن راحة باله.وان يتجاهل كل تقصير من زوجته نحوه،فلا يعاتبها على
زلة لسان، ولا يظهر اي شك في سلوكها، ولا يتبرّم من ثرثرتها…”
كان الرجل يتكلم والانظار تتجه الى زوجته التي تقوقعت في مجلسها وتنحنحت، لعل زوجها ينتبه ويعتدل في
كلامه، غير انه تابع قائلا:
“لاسيما اذا كانت شنيعة،غير مطيعة،سيئة الهندام، قليلة الاحتشام في مجالس الرجال…”
فانتصبت المرأة وصرخت:
”كفى! كفى!انك رجل احمق، ثقيل الدم، قليل الادب، لا يعجبك العجب …”
وتوجه الرجل على زوجته يريد اسكاتها،وحميت بينهما حدة الخصام، وتعطلت لغة الكلام…
” وصرخ رجل من الجمهور:
“اسكتي يا امرأة، دعي زوجك يتكلم لكي نعرف الحقيقة!”
فتصدت له زوجته التي كانت تجلس الى جانبه
وقالت: “لا بل يجب اسكات الرجل الذي ظنناه زوجا فاضلا، فاذا هو من السفهاء”,
وسمع رجل اخر يشتم بنات حواء، لانهن اصل البلاء،
وشوهدت اربع نساء يتضافرن عليه ويطرحنه ارضا.
وتطايرت فردة حذاء وسقطت على رأس رجل أصلع.
واختلطت الشتائم بالضوضاء، واحتدم الرجال بالنساء،
وانتهت الحفلة بإعلان فرط جمعية تنشيط الحياة الزوجية
تداركا لاسباب الفرقة والبلاء”
لذلك يقول المثل:
“كثرة الكلام من اسباب الخصام”