قام الاطباء في جامعة جونز هوبكنز بقيادة البروفيسور سام دينميد بكلية الطب في بالتيمور بتجربة مثيرة جداً اثارت دهشة العلماء من النتائج حيث قام الاطباء باعطاء المرضى بسرطان البروستاتا في الحالات المتقدمة والتي لم تستجيب للادوية الاخرى دفقات كبيرة من هرمون التستستوستيرون الى البروستاتا وكانت النتائج صادمة حيث ساعد ذلك في انحسار السرطان وتوقف نموه وفي حالات اخرى تم القضاء عليه بشكل نهائي ومما استدعى الدهشة ان هرمون التستستوستيرون هو المتسبب في الاصابة بسرطان البروستاتا .
► تفاصيل التجربة : قام العلماء والباحثون بجامعة جونز هوبكنز باختيار 477 مريض من مرضى سرطان البروستاتا من الحالات المتقدمة والذين لم يستجيبوا للعلاح المعروف والمستخدم لسرطان البروستاتا وقاموا باعطائهم دفقات من الهرمون الذكوري التستستوستيرون وقاموا بقياس نسبة الاجسام المضادة المتكونة ضد سرطان البروستاتا والتي تعتبر اول مؤشر يتم قياسه لمعرفة الاصابة بسرطان البروستاتا ام لا وكانت الدهشة انهم وجدوا نسبة هذه الاجسام المضادة قد انخفضت بنسب عالية وفي حالة اخرى وصلت الى الصفر مما يوحي بشفاء ذلك المريض وقد وصل لديه الى الصفر بعد علاج استمر لمدة 3 اشهر حيث تعرض فيهم الى 22 دورة علاجية باستخدام هرمون التستستوستيرون ، خضع المرضى لنظام علاجي يسمى ” العلاج الاندروجيني ثنائي القطب ” Bipolar androgen therapy والتي سميت اسم آخر وهو ” التدفيق والتجويع” حيث ان العلاج كان يتضمن دورة اعطاء كمية كبيرة من هرمون التستستوستيرون تتبعها دورة اخرى بها كميات ضئيلة من هرمون التستستوستيرون تؤدي الى تجويع الجسم وفي المقابل اعطاء المريض حقن تمنع انتاج هرمون التستستوستيرون في الجسم والخصيتين ليعتمد الجسم فقط على ما يستقبله من العلاج الخارجي وكان المرضى يتلقون دورة علاجية وجرعة مرتفعة من هرمون التستستوستيرون مرة كل 4 اسابيع وبالتالي وفقاً لما قاله البروفيسور سام دينميد تم تعريض الاورام السرطانية الى صدمة كبيرة من هرمون التستستوستيرون تتبعها تجويع للهرمون مؤكداً ان المرضى جميعهم في حالات متقدمة كما انهم مقاومون للعلاج بالعقارات المستخدمة بشكل كامل ، كما قال ان هذه الدراسة لا زالت مبكرة على معرفة ما يحدث وتفسير النتائج بشكل علمي ولكن النتائج وحدها كافية لتحمل بشرى جديدة للعلاح .
◄ الصدمة العلاجية : تم عرض هذه النتائج على مؤتمر طبي متخصص في علاج الاورام السرطانية في ميونيخ بألمانيا وكان بمثابة دهشة كبيرة للجميع حيث ان العقاقير المستخدمة في علاج السرطان كانت تهدف الى تقليل نسبة هرمون التستستوستيرون في الجسم ومنع تأثيره على الجسم ولكن العلاج باستخدام كمية كبيرة ومركزة من الهرمون الذكري التستستوستيرون كان بمثابة ” صب الزيت على النار” كما وصفه العلماء ولكن النتائج كانت تحمل توقعات عكسية تماماً حيث ان توجيه كمية كبيرة من هرمون التستستوستيرون الى الخلايا السرطانية ادى الى هلاكها والقضاء عليها بشكل مثير وقد قرر العلماء اجراء نفس التجربة على عدد اكبر من المصابين حيث ان في انجلترا وصل عدد المصابين الى 47 الف مصاب يمون منهم 11 الف مصاب سنوياً لذلك فان العلماء مستعدون لخوض التجربة مرة اخرى وخاصةً انها تعالج الفئات التي رفضت الاستجابة لاي عقار اخر من العقاقير المستخدمة وحتى الحديثة منها