من المعتاد للبشر لجئوهم إلى قضاء أوقات الراحة والنوم بعد قضائهم لسبل حياتهم اليومية الشاقة والمتعبة ، حيث يعد النوم بلا أدنى شك هو تلك النعمة الإلهية التي أعطاها الله عز وجل للبشر وذلك حتى يتسنى لهم إراحة أجسادهم ومن ثم تتجدد تلك الخلايا الموجودة فيها لكي تستطيع معاودة نشاطها والعمل من جديد بشكل جيد وفي ظل خلود الإنسان إلى النوم يرى ما يطلق عليه الأحلام أو الرؤى ، حيث تعرف بأنها هي مجموعة تلك الأحداث التي تحصل في مخيلة الإنسان في أثناء فترة نومه بحيث يقوم الإنسان بالتفاعل معها وكأنه في حالة الاستيقاظ ومن ضمن تلك التخيلات التي يراها الإنسان في نومه ما يقوم منها ببعث التفاؤل والفرحة والسرور في نفسه ومنها ما يبعث الكآبة أو الخوف والفزع في النفس البشرية ، حيث يتم تقسيم تلك الأحلام التي يراها الإنسان في خلال فترة نومه إلى قسمان أساسيان وهما الحلم أو أضغاث الأحلام والرؤيا واللذان يوجد بينهما العديد من الاختلافات .
تعريف الحلم :- يتم تعريف الحلم على أنه هو ما يشاهده الإنسان في أثناء فترة نومه من مشاهد أو أحداث تشتمل في أجزائها على أماكن أو أشخاص معروفين أو حتى غير معروفين في أحيان عديدة للإنسان فمن الممكن أن لا يكونوا يمتون للواقع الشخصي للإنسان بأي صلة أي أنها عبارة عن مجرد مجموعة من الخيالات والانعكاسات لعقله الباطن والذي يقوم بالعمل بكل قوة ونشاط على تفريغ ضغوطات الإنسان أو ما يقوم بالتفكير فيه وذلك عند غياب عقله ودخوله في مرحلة الراحة والحلم أو من الممكن أن يكون مصدر الحلم هو الشيطان وخصوصاً إذا ما تضمن في أحداثه على مشاهد أو شخصيات مفزعة للإنسان ، حيث أن معظم ما يراه الإنسان في أحلامه غالباً ما يكون مجرد أضغاث أحلام لا يوجد لها تفسير أو حتى لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع الشخصي للإنسان ، حيث قد أرشدتنا السنة النبوية الشريفة إلى كيفية التعاطي مع الأحلام وخصوصاً ما هو غير سار أو مفزع منها للإنسان ، حيث قد ذكرت السنة النبوية على أنه في حالة ما تعرض الإنسان في أثناء فترة نومه إلى أحلاماً مفزعة ومخيفة له بأنه عليه أن يقوم بالبصق عن شماله ثلاث مرات ويتعوذ من الشيطان الرجيم وليقم للصلاة ولا يحدث أحداً بما رأه في حلمه هذا .
تعريف الرؤيا :- تعد الرؤيا مختلفة بشكل تام ومطلق وجوهري عن الحلم وذلك من حيث أنها تنقسم إلى قسمان الأول يشترك به الناس عموماً و هي ما يعرف بالرؤيا العامة والتي يراها الفرد المسلم وغير المسلم ولعل أبرز مثال على ذلك هي تلك الرؤيا الخاصة بملك مصر والتي قام سيدنا يوسف عليه السلام بتفسيرها فتحققت على أرض الواقع والقسم الثاني من الرؤيا فهي الرؤيا الصالحة والتي هي لا تكون إلا للفرد المسلم فقط وذلك لكونها من المبشرات التي تحدث عنها رب العزة في كتابه الكريم في قوله عز وجل ( لهم البشرى في الحياة الدنيا والأخرة ) حيث تعد الرؤيا الصالحة جزءا من ستة وأربعين جزءاً من النبوة وهي مختص بها المسلمون المؤمنون الصادقين في كل شئون دنياهم مع الله عز وجل ، حيث جاء قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه للتأكيد على ذلك ( أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ) ، حيث أنه من الآداب الخاصة بالرؤيا أن لا يقوم المؤمن بالحديث عنها إلا لمن يحب والرؤيا حتى نهاية الزمان هي حاصلة وواقعة ، وجديراً بالذكر أن الرؤيا الصالحة قد ارتبطت بالأنبياء والصالحين من البشر ذو المكانة الألية في الإيمان عند ربهم وقد قيل في الرؤيا أنها من عند الله وهدفها الأساسي هو التبشير بالخير للعبد الصالح أو تحذيره من شر قد يقع عليه في المستقبل .
أهم الفروق بين الأحلام و الرؤيا :– يوجد فروقاً جوهرية بين الحلم والرؤيا ، و ذلك من حيث مصدر كل منهما من الأساس ، حيث أن الحلم يكون غالباً مصدره الشيطان أو العقل الباطن للإنسان والذي يقوم بإفراغ ما فيه من ضغوط أو أفكار في الحلم ، أما الرؤيا فهي تجئ من عند الله عز وجل للإنسان الصالح وهي إما بشارة له بالخير والسرور أو أنها تحذير له من شر أو حزن قادم له والحلم هي شيئ لم يتحقق في أرض الواقع بأي حال من الأحوال أما الرؤيا فهي محققة وواقعة لا محالة .