تحكي انه ذات مرة ، كان هناك ذئب يعيش في الغابة ، وفي احد الايام كان جائعا للغاية ، وكان ايضا لا يستطيع العثور على اي طعام او علي اي شراب .
فأخذ اذئب يجول في قرية مجاورة بحثا عن الطعام ، وهناك قابل الذئب بعض الكلاب ، التي حاصرته واخذت تنبح عليه وهاجمته باسنانها الحادة ، وكان الذئب خائفا للغاية ، وطاردته الكلاب وركض الي المنزل محاولا الفرار من الكلاب ، وهو في طريقه الي منزله وقع في وعاء كبير به صبغة زرقاء بداخله .
اخذ قافزا في الوعاء دون معرفة ، واذا بجسمه يصبح مصبوغا بالكامل باللون الازرق ، وشعر بالاحباط وذلك لان شكله تغير تماما ولم يعد يشبه الذئب بعد ذلك ، وعندما خرج من الوعاء ، رأي الكلاب مرة اخري ، ولكنهم لم يتمكنوا من التعرف عليه هذه المرة ، وخافوا من انه يكون اي حيوان غير معروف، واصيبوا بالرعب ولازوا بالفرار في جميع الاتجاهات من الذئب المتخفي باللون الازرق .
وذهب الذئب الازرق بخيبة امل مرة اخري الي الغابة وكان يتضور جوعا ، ولكن الصبغة الزرقاء لم تأتي بنتيجة جيدة ، فعندما رأته الحيوانات الاخري ، ركضوا بعيدا عنه وكانوا يشعرون بالخوف الشديد قائلين " ما هذا الحيوان ، انه غير معروف ، ولا نعرف ما مدي قوته ، ومن الافضل لنا جميعا ان نهرب" .
وعندما ادرك الذئب الازرق ان جميع الحيوانات يحاولون الهرب ، فكر في ان يستغل هذا ، واقترب من الحيوانات التي كانت ترجع الي الوراء خوفا منه ، واخذ قائلا لهم " يا حيوانات ، لماذا تركضون بعيدا ، لا تخافوا مني ، فانا هنا من اجلكم ، لكي اكون ملك الغابة واحمي جميع الحيوانات ، لذلك انا جئت الي هنا ، وقال للحيوانات تعالوا جميعا وعيشوا تحت سلطتي في سلام وتحت حمايتي ، وبالفعل توجت اليه الحيوانات عن قناعة انه الملك ، وكانوا ينفذون كل اوامره ويفعلون له كل ما يريد .
وهنا قام الذئب الازرق بتحديد المسؤوليات المحددة لكل حيوان ، وكانوا متوقين في الغالب لخدمته ، ولكنه حرص علي ان لا يكون له اي علاقة مع اي انثي ذئب كي لا يكتشفوا امره ، فتحولت حياته بين يوم وليلية الي حياة راغدة ، فكانت الاسود والنمور تخرج للبحث عن فريسة، وتقوم بوضعها امامه كل يوم ، وهو من كان يوزع الطعام علي الحيوانات الاخرى ، وبهذه الطريقة، عاش جميع الحيوانات تحت مملكته ، وانقضي بعض الوقت ، وكان هناك الكثير من السلام بين الحيوانات ، وفي ليلة من الليالي ، سمع الذئب الازرق مجموعة من الذئاب الاناث كانت تعوي ، واصبح غير قادرا علي التغلب على غريزته الطبيعية، وبدأ يعوي مثلهن كأي ذئب طبيعي ، فقد افتقد هذا الشعور كثيرا .
وعندما سمع كل من الاسد والحيوانات الاخرى هذا، ادركوا حينها كيف انه لم يكن سوى ذئب ، وعرفوا كيف خدعهم الذئب كل هذا الوقت ، وشعروا بالخجل الشديد ، واصبحوا غاضبين كثيرا قائلين " كيف لذئب ان يخدعنا كلنا ، لن نسمح له بالعيش بعد الان ويجب ان نعاقبه علي فعلته هذه " .
حاول الذئب الفرار ، ولكن استطاعت الحيوانات ان تمسكه وتمزقه اربا ومات علي الفور ، والحكمة من هذه القصة توضح شيئا مهما جدا وهو انك لا يجب ان تعامل من حولك بغش وخداع فقد تواجه بالتأكيد نهاية مريرة .