تحكي هذه القصة " ان طائر المالك الحزين كان يعيش بالقرب من بحيرة كبيرة، والتي كانت مليئة بالاسماك والمخلوقات المائية الاخرى ، وكان طائر المالك الحزين هذا قد كبر في السن ولا يمكنه التقاط الاسماك من البحيرة بعد الآن ، بل واصبح هزيلا وضعيفا مع كل يوم يمر بسبب نقص الغذاء ، ولكنه لم يعد قادرا على تحمل الجوع بعد الآن، وفكر في خطة ، وبدأ بالفعل في تنفيذ مخططه ، فجلس على حافة البحيرة لكي يراه الجميع ، وبدأ يبكي لكي تراه كل المخلوقات ، وهنا رأه سرطان البحر وشفق عليه ، وذهب بالقرب من الطائر الحزين ، وسأله " ما هي مشكلتك ، لماذا تبكي بدلا من ان تصطاد الاسماك " .
وهنا تظاهر الطائر الحزين بالحزن الشديد قائلا لسرطان البحر " عزيزي ، انا قررت ان لا اقوم بلمس اي من الاسماك بعد الان ، كما انني قررت ان اتخلي عن امور الدنيا كلها ، وان اصوم عن الطعام تجهيزا مني للموت " ، وهنا استغرب سرطان البحر كثيرا لحديث الطائر الحزين وسأله " اذا كنت قد تخليت عن الامور الدنيوية كما تقول فلما انت تبكي اذا " وهنا رد عليه الطائر الحزين قائلا " يابني ، لقد كنت في هذه البحيرة منذ ولادتي ، وكبرت وترعرت بها ، والان وبعد ان كبرت في السن ، قد سمعت ان هذه البحيرة سوف تجف ، فلن يكون هناك امطار على مدى السنوات الاثني عشر المقبلة ، وهنا اصيب سرطان البحر بالدهشة قائلا له " من فضلك قل لي إذا كان هذا الكلام صحيحا ، ومن فضلك قل لي اين سمعت هذا الموضوع " ، وهنا اجابه الطائر الحزين " لقد سمعت الخبر من علماء الفلك قائلين انه لن يكون هناك اي الامطار على مدى السنوات الاثني عشر المقبلة ،وبالفعل لن يكون هناك الكثير من المياه في البحيرة. وقريبا جدا، وبسبب عدم وجود الامطار، سوف تجف البحيرة تماما ."
فوجئ سرطان البحر بهذا الخبر ، وذهب مسرعا لكي يقول هذا الكلام للمخلوقات المائية الاخرى ، وعند سماع المخلوقات المائية الاخري هذا الخبر، بدا الجميع في حالة من الذعر ، لذلك، اجتمعوا مع الطائر الحزين لطلب المشورة منه ، قائلين له "ارجوك ايها الطائر يجب ان تنقذنا من هذه الكارثة" ، وهنا بدأ الطائر الحزين في تنفيذ خطته الشريرة قائلا للمخلوقات المائية الاخري "هناك بالفعل بحيرة اخري ليست ببعيدة من هنا ، وهي كاملة فيوجد بها الكثير من الماء، ومغطاة بشكل جميل من زهور اللوتس وكما ذكرت فهناك الكثير من المياه في تلك البحيرة، فهي لن تجف ابدا ولمدة اربعة وعشرين عاما، وانا يمكنني ان آخذكم الي هناك، فيمكنكم الركوب على ظهري والذهاب معي الي هناك . "
وبالفعل قد اكتسب الطائر الحزين ثقتهم ، لذلك، تجمعت كل هذه المخلوقات المائية حوله، وطلبوا منه ان يأخذهم الي هذه البحيرة الاخري ، وهنا تأكد الطائر الحزين الشرير انه خطته قد نجحت ، وبدأ كل يوم يأخذ البعض منهم ويحملهم علي ظهره ويتظاهر بانه ينقلهم الي البحيرة الاخري ، ولكنه في الحقيقة كان بعد ان يحلق قليلا بعيدا عن البحيرة كان يسحقهم في صخرة ويأكلهم ، وكان يعود الي البحيرة الموجود بها المخلوقات المائية لكي يروي لهم اكاذيب حول البحيرة المزعومة وكيف ان اصدقاؤهم سعداء للغاية في البحيرة الاخري .
وظل الامر هكذا ولمدة عدة ايام ، وهنا قال سرطان البحر للطائر الحزين " انك تأخذ الاخرين كلهم الي البحيرة ما عدا انا بالرغم من انني كنت اول اصدقاؤك ، ارجو منك ان تأخذني الي البحيرة الاخري لكي تنقذ حياتي انا الاخر ".
وكان الطائر الحزين سعيدا للغاية لسماع هذا ، وكان يقول في نفسه، " اصبح الغذاء رتيبا فكل يوم آكل الاسماك ، وسيكون امر جيد اذا حصلت علي سرطان البحر اليوم، من باب التغيير" ، لذلك قرر الطائر الحزين اخذ سرطان البحر ، وبالفعل حمل الطائر الحزين سرطان البحر الي نفس الصخرة التي يسحق بها الاخرين ، وبينما هو يطير به رأي سرطان البحر منظرا مكون من كومة عظام وهياكل عظمية من فوق ، وهنا بدأ يستوعب سرطان البحر القصة برمتها وعرف ان الطائر الحزين قام بخداعهم كلهم .
روابط إعلانية
ولكن سرطان البحر رأي ان يبقي هادئا، وقال للطائر الحزين "ايها الطائر ، ما رأيك ان نقف لنستريح قليلا فانا ثقيل جدا ومن المؤكد انك شعرت بالتعب " ، وكانت الطائر الحزين علي ثقة ان لا توجد طريقة يمكن لسرطان البحر ان يهرب بها في السماء ، وصارحه بالحقيقة قائلا له " ليس هناك اي بحيرات اخري ، هذه الرحلة خاصة بوجبتي انا ، انا افعل ذلك كل يوم ، اقوم بسحق واكل المخلوقات التي تكون معي" .
وهنا حاول سرطان البحر ان ينقذ نفسه فخنق الطائر الحزين بمخالبه القوية حتي مات ، فرح كثيرا سرطان البحر انه انقذ نفسه وباقي المخلوقات المائية الاخرى من هذه الخدعة التي لعبها هذا الطائر الشرير .
تفاجئت المخلوقات المائية الاخرى في البحيرة عند رؤية سرطان البحر مرة اخرى ، واخذوا يسألونه ، من الغريب ان تعود ثانية ، اخبرنا ماذا حدث ، وهنا ضحك سرطان البحر واجابهم قائلا " كنا كلنا مجموعة من الحمقي ، وكان ذلك الطائر الحزين دجالا واستطاع خداعنا كلنا ، وهذه البحيرة لن تجف كما اخبرنا ، فكان كل ذلك عبارة عن كذبة ، لانه كان يأخذ مننا كل يوم واحد لكي يأكله عند صخرة ليست ببعيدة من هنا ، ولكن لا تقلقوا فقد فهمت خطته الشريرة واستطعت ان اتخلص من هذا الدجال ، ونحن الان في امان في هذه البحيرة .
والمغزي من هذه القصة هو انه عندما تسوء الامور بك ، قم باستخدام ذكاؤك الخاص للتغلب علي اي اوضاع صعبة حولك .