يحكى انه فى قرية صغيرة كان يعيش ابراهيم فى منزل صغير ،وكان ابراهيم يتميز بالاخلاق الرفيعة حيث انه كان مهذبا وكان كل الناس يحبونه ،وفى احدى الايام فى فصل الشتاء قرر ابراهيم ان يشرى معزة لكى يذبحها ويقطع لحمها ويفرقه على كل الفقراء الموجودون فى القرية ،وبالفعل فى صباح اليوم التالى ذهب ابراهيم الى القرية المجاورة حيث كان يباع فيها الماعز والابل والخرفان .
وكان لابراهيم صديق يدعى محب فى تلك القرية التى يباع بها الماعز فذهب اليه ابراهيم حتى يدله على تاجر امين يشترى منه المعزة ،وعندما رأى محب صديقه ابراهيم رحب به ترحيبا شديدا وكان فرحا ومسرورا لرؤية صديقه العزيز ،وبعدما جلسا الصديقان معا وتحدثا كثيرا عن بعض الامور فى حياتهما ،قال ابراهيم لصديقه محب :لقد قررت ان اشترى معزة لكى اذبحها ثم اوزع لحمها على الفقراء والمساكين فى قريتنا ،فرد عليه محب قائلا :هذه فكرة رائعة وانا سوف ادلك على تاجر امين لكى تشترى من عنده المعزة ،وبالفعل ذهب ابراهيم وصديقه محب واشتروا المعزة ،ثم وضع ابراهيم المعزة على كتفيه وسلم على صديقه محب وودعه لكى يعود الى قريته .
وعندما كان ابراهيم فى طريقه الى القرية شاهده ثلاثة من المحتالين وكانوا يشعرون بالجوع كثيرا ففكروا ان يسرقوا المعزة من ابراهيم حتى يأكلوها .
وبالفعل وقف اول واحد من المحتالين فى طريق ابراهيم ثم سأل ابراهيم بسخرية قائلا : ما الذى تضعه على كتفيك ؟ هل انت تحمل كلب على كتفك لكى تدنس به كتفك ؟
وعندما سمع ابراهيم هذا الكلام من المحتال غضب كثيرا ثم رد عليه قائلا : كيف لا يمكنك ان تفرق بين المعزة والكلب ؟ هل انت اعمى ؟ الا يمكنك ان تعرف اننى احمل معزة ، وعندما شعر المحتال انه لم يقدر ان يسرق المعزة من ابراهيم فرد المحتال على ابراهيم قائلا : من فضلك لا تغضب مني ، انا لم اقصد مضايقتك ثم تنحى المحتال جانبا فى الطريق حتى يستكمل ابراهيم رحلته ويذهب الى قريته .
روابط إعلانية
لكن المحتال الثانى قرر ان يحاول سرقة المعزة من ابراهيم ،وفجأة ظهر فى الطريق المحتال الثانى لابراهيم ثم قال لابراهيم : عار عليك ما الذى تحمله ؟ اانت تحمل عجل ميت على كتفيك ؟ ، فرد ابراهيم وهو غاضب غضب شديد قائلا : عار على ، ما هذا الذى تقوله ؟ هل انت اعمى ؟ الا يمكنك ان تفرق بين العجل الميت والمعزة ؟
فنظر المحتال الثانى الى ابراهيم وادرك انه لم يستطيع خداعه وبالتالى لم يحصل على المعزة ،وعندها رد المحتال التانى على ابراهيم قائلا : لا عليك فقد ادركت انها معزة ولم تكن عجل ميت ،من فضلك لا تغضب منى ، ثم رحل المحتال الثانى بعيدا عن ابراهيم واستمر ابراهيم فى طريقه الى قريته .
وفى هذا الوقت كان المحتال الثالث يتألم من شدة الجوع وقال للمحتالين الاخرين لابد ان اذهب الى هذا الرجل واخدعه حتى نحصل على المعزة ونأكلها جميعا .
وبالفعل ذهب المحتال الثالث الى ابراهيم وهو فى طريقه الى القرية واوقفه ثم سأل المحتال الثالث ابراهيم قائلا : هل يليق بك ان تحمل حمار على كتفيك ؟ ، وعندئذ فهم ابراهيم ان هذه الاسئلة هى مجرد حيلة وان السائلين هم محتالون يريدون سرقة المعزة منه ،ولذلك فكر ابراهيم فى طريقة لكى يتخلص من هؤلاء المحتالين ،ثم رد على المحتال الثالث قائلا : الم تعلم اننى احمل معزة وليس حمار ؟ فرد المحتال قائلا :لم ادرك ذلك فقد ظننته حمار ؟
فقال ابراهيم اذا كنت تريد هذه المعزة فعليك ان تقول لى انك محتال ،فرد المحتال دون ان يدرى قائلا : اننى محتال ! وعند ذلك ادرك المحتال ان ابراهيم قد كشف امره وان خطتهم قد بائت بالفشل ،ورحل بعيدا عن طريق ابراهيم ،ثم وصل ابراهيم الى قريته وبالفعل جمع كل الفقراء والمساكين الموجودين فى القرية ثم ذبح المعزة وقسمها ثم قدمها اليهم