وتحكي هذه القصة انه كان هناك عدد من الحيوانات كانت تعيش في الغابة ومنهم الاسد وكان هو ملكهم والثعلب والذئب ، وفي احد الايام كانت تمر قافلة ، وكانت واحدة من ضمن الجمال المارة في القافلة حاملا وعلي وشك الولادة ، ولم تكن قادرة علي المشي ، لانها كانت تعاني من الالام المخاض .

وهنا ، تركتها القافلة واستكملوا طريقهم بدونها ، وفي غضون لحظات، كانت انثي الجمل المسكينة واقعة فريسة في ايدي الاسد ومن معه ، وبينما كانوا يتناولون الحيوانات الثلاثة من لحم انثي الجمل ، وجدوا صغيرها يخرج من رحمها وكان مجرد جمل رضيع ، وبالرغم من انه كان بالفعل وجبة جيدة اخري لهم ، الا ان الاسد قرر الحفاظ على حياة هذا الجمل الصغير المسكين ، لذلك اصر الاسد علي ان يحضر الجمل الصغير معه الي المنزل وقال له " من الآن فصاعدا سوف تعيش معنا، وسوف احميك من اي شئ ، ولن يكون لديك اي شيء تخاف منه، حتي انا ، فسوف ادع الجميع يعرف انك تحت حمايتي انا شخصيا ، كما انه يمكنك ان تتجول حول مملكتي بدون اي خوف وتتغذى على العشب الاخضر الموجود في الغابة. "
ومنذ ذلك الحين فصاعدا، كان الجميع يعيش في سعادة غامرة ، وكان الجمل الصغير دائما جنبا إلى جنب مع الاسد ، وذات يوم، اصيب الاسد بجروح بالغة بعد معركة كبيرة مع فيل من البرية ، وكان غير قادر على المشي حتى، ناهيك عن الخروج ومطاردة الفريسة لاطعام قطيعه ، ولكنه ايضا كان غير قادر على تحمل الجوع، لذلك طلب من الحيوانات ان يذهبوا بحثا عن بعض الحيوانات الصغيرة التي سيكون قادرا على قتلها في حالته هذه ، وبالتالي سيستطيع توفير الطعام لكل من الثعلب والذئب اصدقاؤه ، ولكن رجع كل منهما بدون ان اي غنيمة ، فلم يصطادوا اي شئ بالرغم من جهودهم في البحث عن حيوان .
وهنا بدأ الثعلب ان يتساءل قائلا " لا ينتمي الجمل الينا ، واذا قمنا بقتله فانه سيكون قادر علي توفير الكثير من الغذاء لنا للعديد من الايام ولكن، يجب ان اكون ماكرا لإقناع الاسد بقتله، فقد قطع وعدا قديما بعدم التعرض له ابدا " ، واخذ الذئب يقول للجمل " سوف يموت سيدنا قريبا من الجوع، وكذلك نحن ايضا سنموت من الجوع، لذلك اقترح عليك تقديم نفسك للاسد، وتنقذنا جميعا من الموت على سبيل التضحية، فهو السبب في ان تعيش حتي اليوم فلولاه لكنت ميتا منذ زمن طويل ، لذلك يجب ان تكافئه ".
وافق الجمل علي هذه التضحية ، وفي المساء، قال الذئب إلى الاسد، ان الجمل يقدم نفسه له ، وبالرغم من الاسد كان يرفض في البداية الا ان الذئب استطاع ان يقنعه بمكره ، وفي اقرب وقت اقنعه بالفعل ، وقفز الاسد وباقي من معه علي الجمل لكي يمزقوه بصرف النظر عن اي شئ ، وتوفي الجمل علي الفور ، وهنا صمم الاسد علي ان يصلي للجمل ويدعوه ان يسامحه لفعلته هذه وطلب من الثعلب والذئب حراسة ذبيحة الجمل حتي يعود ، وذهب لكي يتعبد للآلهة - طبقا لمعتقداتهم - ، وعندما ذهب الاسد، اخذ الذئب يفكر كيف يمكنهم خداع الاسد وان يأكل كل الجمل وحده .
واخذ يفكر في خطة ، فقد كانوا يتضورون جوعا هو والثعلب ولا يستطيعون التحمل اكثر من ذلك ، لذلك اقترح الذئب علي الثعلب ان يبدأوا في تناول جرعة من لحم الجمل ، وفجأة اتي الاسد ، وكلاهما توقف عن الاكل ، لكن الاسد قد لاحظ ان طعامه قد تلوث ، وهنا بدأ يظهر عليه الغضب قائلا لهما " كيف يمكن ان يتلوث طعامي بالرغم من ان كلاكما كنتم تقومون بحراسته ، وهنا ابتسم الذئب وهو ينظر الي الثعلب قائلا " لقد نصحته بعدم تناول الطعام الخاص بك سيدي ولكنه لم يستمع الي" ، وهنا لاحظ الاسد الدم علي مخالب الثعلب ، وهنا هاجم الاسد الثعلب ، وفر الثعلب هاربا ولم يعد مرة اخري ، وفي نفس اللحظة اقتربت قافلة كبيرة جدا ، وكانت الجمال في هذه القافلة لديها اجراس كبيرة حول اعناقهم، فيمكن سماع صوت الجلجلة من مسافة بعيدة ، وقد فاجأ هذا الصوت الاسد حيث سمع ضجيج غير عادي ومخيف واراد ان يعرف ما مصدر هذه الضوضاء ، وهنا بدأ الذئب في تنفيذ خطته قائلا للاسد " يا سيدي ، انها نفس قافلة الجمال السابقة وهم عائدين هذه المرة، وتقودهم روح الجمل الذي قمت بقتله، فهو غاضب جدا عليك لقتلك اياه ، انظر، انه يجلب اسلافه واقاربه من الجمال الاخري للانتقام من وفاته، وانا اقترح عليك ان تهرب من هنا. "
وهنا شعر الاسد بالخوف ، فلما رأى القافلة تقترب، مع الكثير من الجمال، ركض بعيدا لكي ينقذ حياته ، وهنا ايضا نجحت خطة الذئب اخيرا فهو قام بالتخلص من الاسد، واكل لحم الجمل وحده لمدة عدة ايام .
والحكمة هنا في الواقع تقول : لا تستمع لكلام اي شخص لا ينتمي اليك قبل ان تفكر فيه جيدا حتى لا تقع في مشاكل نتيجة تنفيذ هذا الكلام .