خذني على شفة الزمـان أغانـي
تشـدو بحبـك. أيهـا القمـران
وتصب عطر العاشقين قصائـداً
في راحتيـك. وتستفـز أمانـي
فلطعم عشقـي نكهـة مجنونـة
وللون شعـري لوعـة الغليـان
مالي أريق مدامعـي وقصائـدي
ويقال من طربٍ يصوغ أغانـي
مالي أصد خيـال كـل مليحـة
والعـاذلات حديثهـن كـوانـي
كم ذا يقلن أذابـه عشـق وكـم
فضـح المتيـم سـره لحسـان
لا ما علمن بأن مـن أشـدو لـه
قـدر هـواه مدامتـي ودنانـي
وطن وأكتـاف النجـوم مطافـه
والمجد يزهو إذ يقـول مكانـي
وطني أيا زهو القصيدة لم أجـد
معنى يـواري سـوأة العـدوان
ما بال أعـداء الحيـاة تجـردوا
من رشدهم ركنوا إلـى النكـران
سفكوا دمـاء الأبريـاء ضلالـة
وتمسكـوا بحبائـل الشيـطـان
أكلوا فلما أتخمـوا لـم يشكـروا
وتبدلـوا بالمـزن أحمـر قانـي
الراقصون على الجراح يهزهـم
نزق الجحـود لسيـد الأوطـان
وتكلم الوطـن المشيـح بمجـده
صوب النجوم وحاورت عينـان
قتل؟ أيـا لغـة الحيـاة تكلمـي
خـوف؟! ألا فليعجـب الثقـلان
أمهشم المـرآة حيـن بـدا بهـا
وجهي سواك من الفـؤاد يرانـي
شوه كما شئـت الحقيقـة إنهـا
تبقى الحقيقة مـا لهـا وجهـان
والغدر لم يمنح لصاحبـه سـوى
قلـب يضيـق بأمـره ويعانـي
نجب الرجال هم الذين عرفتهـم
والوغـد ليـس بمنتـم لكيانـي
الباذلـون هـم الذيـن تمثـلـوا
بذلي فوجـه الرمـل كالمرجـان
الطامحون هـم الذيـن تطلعـوا
للفرقديـن علـى جنـاح رهـان
يتسابقـون ويستزيـد طموحهـم
عشق الشموخ وصادق الإيمـان
إن هدد الباغـي رأيـت كواكبـاً
تلـد الـردى بصـوارم وسنـان
فالنفـس درع للكرامـة حـارس
والعيش عبء إن يكـن بهـوان
يا ضدي المجزوء من بعضي أفق
عبثـاً تـرى يتوافـق الضـدان!
من أين جئت؟ أرى جبيناً مظلمـاً
رسمت عليه ملامـح العـدوان!
وأرى قلوب الحاقديـن جميعهـا
في ناظريك وأنـت حقـد ثانـي
ما ذنب مطعمة الحمـام يسوقهـا
نحـو الحِمـام تجبـر لجبـان؟
تبكي الحمائم ما رأت من جرحها
وتقول: وا أسفـا علـى وجـدان
يا طفلـة ينـدى علـى ألحانهـا
وجه الصباح وتستفيـق معانـي!
وجدان ما مات ولكـن سافـرت
لتقول لم أعرف مـراد الجانـي
يا من تجرد من سمـو ضميـره
مت فالحياة تريـد قلبـاً حانـي
أسرقت مني العمر فـي إشراقـه
ورزأت دار السعـد بـالأحـزان
أرأيت أقسى من عتـوك عندمـا
لمح ابتسـام براءتـي فرمانـي؟
واغتلت في أمي الأمومة فارتوى
من دمعها جرحي الذي وارانـي
وهناك يرتسم الوجوم على أبـي
ويقول: ما لي بالمصاب يدانـي
يـا قاتـل الله الذيـن تجـبـروا
زرعوا الجراح وصادروا وجداني
وتئن في صدري الجراح وترتمي
فـي مقلتـي مظالـم فأعـانـي
لكنني أجـد العـزاء بـأن لـي
رباً سيقصـم كـل ذي طغيـان
وغداً سيجمعنـا بساحـة عدلـه
وهناك لا شيء سـوى الميـزان
يا أيهـا الباغـون إن طريقكـم
وحل ومسعاكـم إلـى خسـران
يـا أيهـا الباغـون إن خيولكـم
هرمت وها قد أسرجـت بهـوان
وغداً سينكشف الستـار ويحتفـي
وجـه الحيـاة بفرحـة وأمـان
تغـدو الحيـاة قليلـة وذليـلـة
إن راهـن الإنسـان بالإنـسـان